الشرق الأوسط

العراق… هل تتفاقم الاضطرابات بعد قرار رد دعوى حل البرلمان؟


حالة من الارتباك يعيشها العراق، فلا تزال الاضطرابات هي المسيطرة نتيجة للصراع القائم حاليا بين أنصار الصدر، وبين عناصر الإطار التنسيقي. فبعد اشتباكات دامت طوال الأيام الماضية، والاقتحامات العديدة التى طالت مؤسسات الدول العراقية.

المحكمة الاتحادية

أعلنت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، يوم الأربعاء، رسميا رد الدعوى بشأن حل البرلمان، معتبرة الأمر خارجا عن اختصاصها.

وقالت المحكمة في بيان لها، “إن أعضاء مجلس النواب بعد انتخابهم لا يمثلون أنفسهم ولا كتلهم السياسية، وإنما يمثلون الشعب. ولذا كان من المقتضى عليهم العمل على تحقيق ما تم انتخابهم لأجله وهي مصلحة الشعب، لا أن يكونوا سبباً في تعطيل مصالحه وتهديد سلامته.

مضيفة: إن استقرار العملية السياسية في العراق يفرض على الجميع الالتزام بأحكام الدستور وعدم تجاوزه، ولا يجوز لأي سلطة الاستمرار في تجاوز المدد الدستورية إلى ما لا نهاية. لأن في ذلك مخالفة للدستور وهدما للعملية السياسية بالكامل وتهديداً لأمن البلد والمواطنين. ولفتت المحكمة إلى أن “دستور جمهورية العراق لعام 2005 لم يغفل عن تنظيم أحكام حل البرلمان ولذلك فلا مجال لتطبيق نظرية الإغفال الدستوري”.

تفاقم الأزمة

من جانبه، يقول غايب العميري، القيادي في الكتلة الصدرية، إن قرار المحكمة الاتحادية واضحة وتعني على مجلس النواب حل نفسه. لافتا أن أى مبررات غير ذلك هي تعطيل لمصالح الشعب العراقي، وتهديد سلامة وأمن الشعب العراقي.

بينما كان للإطار التنسيقي رأي آخر حيث أكد القيادي تركي العتبي، أن هذا القرار كان متوقعا وخاصة أن الدستور قدم مسارات واضحة وثابتة لحل مجلس النواب وفقا للمادة 64. مؤكدا أن هذا القرار كانت تتوقعه جميع القوى السياسية في العراق ، وأن حل البرلمان لن يحل الانسداد السياسي في البلاد، بل سيؤدي إلى تفاقم الأزمات في العراق.

نفق مظلم

في السياق ذاته، أكد د. عبدالكريم الوزان، المحلل السياسي العراقي، أن الوقت الحالي يحتاج العراق إلى الحوار الجاد، بتوافق الجميع، فبعد قرار المحكمة الأخير من الممكن أن تتصاعد مجددا الاضطرابات الداخلية في العراق، بين كتلة الصدر وبين الإطار التنسيقي في البلاد. فلا بد من أن يحرص جميع التكتلات في العراق على أهمية التوافق من أجل المصلحة العليا للبلاد لا من أجل مصلحة شيء بعينه.

وأضاف المحلل السياسي العراقي أن العراق يدخل النفق المظلم إذا استمرت تلك الأوضاع الحالية كما هي عليه، وكل هذه الأمور ستتسبب في كوارث وأزمات متفاقمة في البلاد. وهو ما لا تتحمله البلاد ولا الشعب العراقي في الوقت الحالي في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى