سياسة

«شبح الحرب» مع حزب الله يرعب سكان شمال إسرائيل


منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يتزايد التصعيد بين إسرائيل وحزب الله يوما بعد يوم ولكن هل تصل الأمور إلى الحرب؟.

المواطن الإسرائيلي إيلي هاريل كان جنديا في أوائل العقد الرابع من عمره عندما أُرسل إلى لبنان في عام 2006 للمشاركة في القتال ضد حزب الله في حرب دامية استمرت شهرا كانت غير حاسمة إلى حد كبير.

والآن، يستعد هاريل (50 عاما) للانضمام مرة أخرى إلى الجيش الإسرائيلي لقتال حزب الله مرة أخرى، إذا تحول القصف على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى حرب شاملة مع الجماعة المسلحة المدعومة من إيران.

وقال هاريل لرويترز إن “القوات الإسرائيلية ستواجه هذه المرة أصعب تحديات يمكن تخيلها في القتال”.

وأضاف “توجد أفخاخ في كل مكان.. يخرج أشخاص فجأة من الأنفاق.. على المرء أن يظل في حالة تأهب دائما وإلا سيموت”.

ويعيش هاريل في حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، والتي تقع ضمن النطاق الذي يمكن لصواريخ حزب الله الوصول إليه.

الحدود الإسرائيلية اللبنانية - رويترز

ومؤخرا، حث رئيس بلدية حيفا السكان على تخزين مواد غذائية وأدوية بسبب تزايد خطر تطور التصعيد الحالي إلى حرب شاملة.

وتتبادل إسرائيل وحزب الله الضربات يوميا عبر الحدود على مدى الأشهر الستة الماضية بالتوازي مع الحرب في غزة، في تصعيد أثار تزايد نطاقه وتطوره مخاوف من صراع إقليمي أوسع.

ومثل حركة حماس الفلسطينية التي تخوض حربا مع إسرائيل في غزة، يمتلك “حزب الله” شبكة من الأنفاق لنقل المقاتلين والأسلحة.

ومنذ بدء الحرب في غزة، اقتصرت هجمات حزب الله على شمال إسرائيل، في محاولة لتشتيت القوات الإسرائيلية بعيدا عن غزة، فيما قالت تل أبيب إنها مستعدة لإبعاد حزب الله عن الحدود لكن لم توضح السبيل لتحقيق ذلك.

ومنذ بداية الحرب في غزة، اضطر نحو 60 ألفا من سكان شمال إسرائيل إلى مغادرة منازلهم في أول عملية إجلاء جماعي في المنطقة بسبب القصف المتواصل لحزب الله، وعلى الجانب الآخر من الحدود، نزح نحو 90 ألفا في لبنان بسبب الضربات الإسرائيلية.

ووسط عدم قدرة هؤلاء على العودة لمنازلهم، تصاعدت الدعوات داخل إسرائيل لاتخاذ إجراء عسكري أكثر صرامة ضد حزب الله.

وقال إيال حولاتا المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي إن إسرائيل يجب أن تعلن عن موعد في الأشهر القليلة المقبلة يمكن فيه للمدنيين الإسرائيليين النازحين العودة، إما بمواجهة حزب الله بشكل فعال لتقليص الضربات أو خوض حرب شاملة.

وأضاف أنه “لا يمكن أن يكون الإسرائيليون منفيين في بلدهم. هذا لا يمكن أن يحدث. إنها مسؤولية قوات الدفاع الإسرائيلية أن تدافع عن المدنيين. وهو ما فشلنا فيه في السابع من أكتوبر”، في إشارة إلى الهجوم المسلح غير المسبوق الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل وأشعل فتيل أحدث حرب في قطاع غزة.

وفي فبراير/شباط الماضي، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن سكان شمال إسرائيل “لن يعودوا” إلى منازلهم.

وقال الجيش الإسرائيلي هذا الشهر إنه أكمل خطوة أخرى في التجهيز لحرب محتملة مع حزب الله تركزت على الأمور اللوجستية منها الاستعدادات “لتعبئة واسعة النطاق” لجنود الاحتياط.

ومن المحتمل أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وحزب الله إلى دمار هائل في كلا البلدين.

وشهدت حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله قتل 1200 شخص في لبنان و158 في إسرائيل.

ومنذ أكتوبر تشرين الأول، قُتل أكثر من 300 شخص في القتال في المنطقة الحدودية معظمهم من مقاتلي حزب الله.

وإذا اندلعت حرب، فمن المحتمل أن تقصف إسرائيل أهدافا في جنوب لبنان قبل أن يحاول جنودها التقدم لمسافة 10 كيلومترات على الأقل عبر الحدود.

ومن المرجح أن يستخدم حزب الله ترسانته المقدرة بأكثر من 150 ألف صاروخ لاستهداف مدن إسرائيلية.

وفي عام 2006، جرى استهداف مدينة حيفا الساحلية التي يمكن منها رؤية الحدود اللبنانية في طقس صاف.

وهدد نصر الله في عام 2016 بأن يستهدف حزب الله صهاريج تخزين الأمونيا في حيفا محذرا من أن النتيجة ستكون “مثل قنبلة نووية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى