سياسة

لمواجهة النفوذ الاخواني.. تحركات مصرية في شرق أوروبا


لتعزيز نفوذها في الدولة الواقعة في جنوب شرق أوروبا تعمل مصر على تعزيز علاقاتها مع مسلمي صربيا كجزء من الجهود المبذولة.

حيث التقى سفير مصر في بلغراد باسل صلاح مع مفتي صربيا ورئيس الجالية المسلمة الشيخ مصطفى يوسف سبايتش يوم 16 نوفمبر.

وصرح صلاح خلال الاجتماع: إن القاهرة تخطط لإرسال مبعوثين دينيين إلى صربيا وإتاحة الفرصة للطلاب المسلمين الصرب للدراسة في الأزهر في مصر. وأضاف أنه سيتم دعوة القادة المسلمين الصرب للمشاركة في المؤتمرات الدينية المصرية.

تحركات مصرية

أكد موقع “المونيتور” الأميركي، أن الانطلاقة المصرية تجاه مسلمي صربيا تأتي في الوقت الذي تعمل فيه القاهرة على مواجهة النفوذ المتزايد للإخوان المسلمين في كوسوفو المجاورة.

حيث أصبحت كوسوفو الملاذ الآمن لقادة وعناصر الجماعة بعد حصارهم وسقوطهم في الشرق الأوسط. وفي تقرير صدر في مايو 2021. لاحظت قناة العربية أن كوسوفو يمكن أن تصبح ملاذًا آمنًا لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين المقيمين في تركيا بعد التقارب التركي المصري الأخير.

وتابع الموقع الأميركي، أن الرئيس الإخواني محمد مرسي قد أولى اهتمامًا خاصًا لكوسوفو خلال العام الذي تولت فيه الجماعة حكم مصر. وقدم لها الدعم في أزمتها التي استمرت لسنوات مع صربيا قبل إعلان استقلالها في عام 2008، وفي يونيو 2013، عندما كانت جماعة الإخوان المسلمين لا تزال في السلطة في مصر، اعترفت القاهرة باستقلال كوسوفو عن صربيا.

ولكن تغير موقف مصر بعد أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه وجمد اعتراف القاهرة بكوسوفو، وبدأ السيسي في إبداء الاهتمام بالتقارب مع صربيا وفوائدها الاقتصادية وقام بعدة خطوات أخرى لم تكن داعمة لكوسوفو. في عام 2015 ، امتنعت القاهرة عن التصويت على عضوية كوسوفو في اليونسكو.

استغلال الجماعة

خلال زيارة السيسي وبحسب “المونيتور”، فقد اتفقت الدولتان لبلغراد في شهر يوليو الماضي على صفقة لصربيا لتصدير القمح لمصر في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.

كما ناقش المسؤولان التعاون في مجالات الطاقة والغاز الطبيعي، وفي هذا الإطار قال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية: “التحركات المصرية تجاه الجالية المسلمة في صربيا كانت مطلوبة في ضوء دعم مصر المتزايد لصربيا في أزمتها ضد كوسوفو، والتي كانت مدعومة من جماعة الإخوان المسلمين”.

وأضاف: “النظام الحاكم في مصر على علم بنفوذ وقوة الجماعات الإسلامية، وهي جماعة الإخوان المسلمين في كوسوفو”. مشير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول إقناع الجمهور العربي بأن مصر تخلت عن المسلمين ولكن القاهرة ترد بمبادرات للمسلمين في صربيا. ومن خلال هذا الدعم، تسعى مصر أيضًا إلى تعزيز التعاون مع صربيا لحماية الأقلية المسلمة ومنع أي جماعات إسلامية من التواجد في صربيا واستغلال القضايا السياسية لصالحهم.

وأشار الموقع الأميركي إلى أن المسلمين في صربيا هم أقلية بنسبة تزيد قليلاً عن 3٪ من إجمالي عدد السكان البالغ 7 ملايين نسمة، وفقًا لآخر تعداد أُجري في عام 2011. وقالت نورهان الشيخ ، أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة: “مصر مهتمة بجميع جوانب التعاون مع صربيا ، لا سيما على المستوى الاقتصادي” ، و”تعزيز النفوذ المصري في صربيا يتطلب تعزيز التعاون الديني والثقافي”. وأوضحت أن “صربيا مهمة أيضًا لمصر لاستيراد القمح في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وحاجة العالم إلى مصادر بديلة للقمح والحبوب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى