المغرب العربي

ليبيا… فشل إخواني في استقطاب الطلاب


كشفت تدوينات حول تناقص أعداد الدارسين بمدارس أسسها مفتي الإرهاب حالة من العزوف لدى الليبيين حول الالتحاق بمدارس الغرياني.

وعلى مدار الأعوام الماضية تحاول جماعات الإسلام السياسي استقطاب الطلاب لمدارسها لإنشاء أجيال جديدة من المتطرفين حتى أصبحت هذه المدارس بمثابة معامل تفريخ للمتطرفين وفقا لخبراء ليبيين.

أحد أشهر هذه المدارس أنشأها مفتي الإرهاب وزعيم المتطرفين في ليبيا الصادق الغرياني. أصبحت تعاني من نقص الإقبال باعتراف نجل الغرياني المدعو “سهيل” في منشور عبر حسابه الرسمي في “فيسبوك”.

وكتب سهيل الغرياني “.. حتى من يسعى للعمل في إنشاء المدارس لا يجد تعاونا في ذلك .. وتجربة دار الإفتاء وكلية العلوم الشرعية شاهدة على هذا للأسف” وفق قوله.

ورغم تلقي الغرياني دعما من جهات حكومية لمدارسه التي أنشأها بالمخالفة للقانون إلا أنها لم تجد قبولا لدى الليبيين ما دفع الابن لاستجداء الدعم والإقبال. 

ويرى خبراء في شؤون جماعات الإسلام السياسي أن الليبيين أصبحوا أكثر وعيا من ذي قبل وأدركوا في آخر الأمر تستر تلك الجماعات خلف الدين لخداعهم وتحقيق مصالحها الشخصية. 

تاريخ الغرياني

ويقول الخبير في شؤون جماعات الإسلام السياسي محمد يسري، إن “الغرياني ذاته واسمه يجعل الليبيين زاهدين في هذه المدارس كونه مفتي الجماعات الإرهابية. رغم ميول الشعب الليبي إلى دراسة العلوم الدينية ومتأصل فيهم المذهب المالكي والطرق الصوفية”. وتابع أن “الغرياني حتما سيواجه عزوفا حادا لتاريخه المعهود كونه أحد أسباب ما مرت به ليبيا بدعم من فتاويه والتي صاعدت الحروب والقتل في البلاد ودفعت بولاء الطلاب كوقود لها”. 

وأضاف:” الجميع يعلم أن هذه المدارس لن تكون إلا معامل لتفريخ الإرهابيين. عبر محاولة إنشاء أجيال تتلقى أفكاره من خلال مدارس يفترض أن تكون رسمية كونها مدعومة من الدولة وتابعة لدار الإفتاء الليبية”. 

ومن جانبه أكد المحلل السياسي الليبي عبدالله محمد. أن الليبيين يعانون من أزمات متلاحقة كان الغرياني أحد أسبابها بفتاويه هو وجماعته وبالتالي هنالك عزوف عن منهجه ومدارسه لدى الكثيرين.

وتابع أن الليبيين فاض بهم الكيل من الانقسام السياسي والحروب المستمرة. وسرقة المال العام والفساد وتدخل الإسلاميين في السياسة بشكل فج وتدميرهم. أي فرصة للحوار والسلام وهو ما يظهر في المظاهرات المستمرة ضدهم ولذلك فمن الطبيعي أن يرفضوا إلحاق أبنائهم بهذه المدارس.

وقال إن: ” الغرياني حظوته فقط أصبحت لدى المليشيات الفاسدة التي تقاتل من أجل مصالحها ومكتسباتها. وبالتالي فالكثيرون من مؤيديه يتبعون منهجه المتطرف ليس على اعتبار ديني بل لمصالح فقط”. 

المزاج الشعبي 

ويقول الباحث الليبي أحمد سلطان إن هنالك العديد من الأسباب لابتعاد الليبيين عن المدارس التي أسسها الغرياني بغطاء ديني خاصة مع تجلي الوضع وظهور حقيقته منذ عام 2011.

وأوضح أن الآراء المتشددة للغرياني في الفترة الأخيرة لا تتناسب والمزاج الشعبي الذي يسعى للسلام والانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية المتتالية”. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى