إيران

ماسر دعوة رئيسي للسوداني في طهران؟


في خضم العديد من الملفات العالقة وفي مقدمتها تداعيات الهجمات التي شنتها القوات الإيرانية في إقليم كردستان ضد مواقع المتمردين الأكراد تلقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني السبت دعوة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لزيارة طهران.

وفي بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية قال المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة إن “السوداني استقبل سفير إيران لدى العراق محمد كاظم آل صادق” مضيفا أن “السفير الإيراني نقل دعوة رئيسي إلى السوداني لزيارة طهران”.

وبحث الجانبان خلال اللقاء العلاقات بين البلدين وعدد من الملفات المشتركة الاقتصادية والاستثمارية، حسب البيان ذاته.

وقد أكد السوداني والسفير الإيراني “مواصلة الاجتماعات بين العراق وإيران في الملف الأمني بما يحفظ سيادة البلدين ويحقق مصالح شعبيهما ويرسّخ أمن المنطقة واستقرارها”.

ومثل الوضع الأمني والتحركات العسكرية الإيرانية على الحدود بين البلدين احد ابرز الملفات الحساسة. وذلك بعد أن شنت إيران العديد من الهجمات طالت مواقع لبعض الأحزاب الكردية المعارضة داخل العراق بعد أن اتهمتها بالتورط في تأجيج الاحتجاجات الداخلية.

وتشهد إيران تصاعدا في الاحتجاجات المنددة بمقتل الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني رغم القمع غير المسبوق من قبل قوات الباسيج بينما حاصرت المدرعات محافظات ذات غالبية كردية قرب الحدود العراقية.

وقدمت البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الأمم المتحدة شكوى إلى مجلس الأمن اتهمت فيها السلطات العراقية بعدم القيام بما يكفي لتنفيذ جملة من الالتزامات تم الاتفاق عليها بين الطرفين من بينها نزع سلاح المتمردين وإبعاد الأحزاب الكردية من الحدود.

وشنّ الحرس الثوري الإيراني ضربات صاروخية وهجمات بمسيّرات مفخّخة على مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية الكردية المتمركزة منذ عقود في كردستان العراق، الإقليم المتمتع بحكم ذاتي، فيما شنّت تركيا الأحد عملية عسكرية ضدّ مواقع لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال العراق وسوريا.

ويجد المراقبون ان القيادة الإيرانية ستمارس ضغوطا كبيرة على السوداني لكي يخضع لشروطها واملاءاتها بينما يرود رئيس الحكومة العراقية لضرورة الدفاع عن السيادة الوطنية. 

ورغم أن حكومة السوداني مدعومة من قوى سياسية مرتبطة بإيران على غرار الإطار التنسيقي لكن تصاعدت في العراق في الآونة الأخيرة دعوات لحماية السيادة الوطنية من التدخلات الأجنبية كما عبرت حكومة إقليم كردستان عن رفضها للهجمات.

في المقابل سكتت الميليشيات والقوى السياسية الموالية لإيران عن تلك الانتهاكات. رغم إدانتها في السابق لهجمات مماثلة شنتها تركيا ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

من جانبها كشفت الحكومة العراقية بعد اجتماع للمجلس الوزاري للأمن الوطني الاسبوع الحالي. إنّها قرّرت “وضع خطة لإعادة نشر قوات الحدود العراقية لمسك الخط الصفري على طول الحدود مع إيران وتركيا”.

وأوضح البيان أنّ هذه الخطة ستوضع “بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق ووزارة البشمركة”. مشيراً إلى أنّ رئيس أركان البشمركة الفريق الركن عيسى عزير شارك في الاجتماع.

وكان رئيس الحكومة الإيراني حسين عبداللهيان أكد تعهد الجانب العراقي بحفظ الأمن على الحدود وذلك بعد عقد عدة اجتماعات خلال الشهرين الماضيين في بغداد وطهران مع وفود أمنية رفيعة المستوى من الحكومة الفيدرالية في بغداد وحكومة إقليم كردستان.

وفي 28 أكتوبر الماضي، تسلم السوداني، مهامّه رسميًا رئيسًا للحكومة العراقية وقائدًا عامًّا للقوات المسلحة.

وشكل السوداني حكومته بتكليف من “الإطار التنسيقي”. حيث نجحت هذه القوى بعد مناورات عدة في دفع رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى اليأس من تشكيل “حكومة غالبية وطنية” ليقرر الانسحاب من مجلس النواب (البرلمان) في يونيو الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى