حصري

مخالب أردوغان تنغرس في قلب الصومال

كتب لموقع Im Arabic هبة بن أحمد


رغبته الجامحة في السيطرة وبسط النفوذ، وطموحه الكبير في إعادة إحياء ما أماته الماضي، وسعيه لإنقاذ اقتصاد بلاده المتهالك، غايات يسخر لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كل الوسائل، ويبيح لها كل المحظورات، من التدخل في شؤون الدول وسياساتها، إلى الزج بالمرتزقة ودعم الجماعات الإرهابية، لخلق الفوضى والشتات، بما يسمح له بوضع يده على ثروات المنطقة ونهبها، تحت مسميات متعددة؛ مساعدات إنسانية، إعادة إعمار، تقديم دعم عسكري أو عقود تسيير قطاعات حيوية،…

اقرأ أيضاً: الرئيس التركي يراهن على فوز فرماجو فالانتخابات المقبلة

 

في أواخر يناير الماضي، بعد عودته من قمة دولية حول الأزمة الليبية؛ حيث تدعم تركيا عسكرياً حكومة فايز السراج غير الشرعية، مقابل منحها حقوق استكشاف مواقع الغاز البحرية، قال أردوغان للصحفيين الذين رافقوه في الطائرة الرئاسية: “أخبرنا الصوماليون أن هناك نفطاً قبالة سواحلهم، وقالوا لنا أنت تقوم بعمليات عسكرية في ليبيا، ولكن يمكنك أيضاً القيام بذلك هنا في الصومالهذا أمر مهم للغاية بالنسبة لنا، وسنتخذ بسرعة قراراتنا لبدء عملياتنا هناك، ويمكننا أن نستفيد بشكل كبير، بحسب ما نقلت صحيفة “لكسبريس” الفرنسية حينها.

اقرأ أيضاً: أردوغان يبثّ سمّه في الصومال… الاستثمارات التركية كوسيلة

 

بحديثه هذا، لم يخفي أردوغان نواياه وأطماعه في الصومال، حيث بدأ منذ العام 2011 في مخططاته، حين زار العاصمة مقديشو، مستغلاً المجاعة التي أصابت البلد الواقع في القرن الأفريقي، لزرع نفوذه في الدولة التي مزقتها الحروب والإرهاب منذ نحو خمسة وعشرين عاما، من خلال توثيق العلاقات بمساعدات إنسانية، ثم تمويل مشروعات تنموية ومدارس وزرع قاعدة عسكرية تركية، بصفته شريك استراتيجي لمقديشو، لكن في الحقيقة، حقول النفط والمواد الهيدروكربونية هي الدافع الرئيسي لتقارب أردوغان مع النظام الصومالي.

مؤخرا، وفي خطوة جديدة لترسيخ الوجود التركي بالصومال، وقعت شركة مشغل الموانئ التركي “البيرق” مع الحكومة الاتحادية الصومالية، عقد تشغيل لميناء مقديشو، لمدة 14 عامًا جديدة.

اقرأ أيضاً: رسميا.. أردوغان يرسخ نفوذه في ميناء مقديشيو بالصومال لـ14 عاما جديدة

 

وميناء مقديشو كان قد توقف عن العمل نهائيًا بعد سقوط الحكومة في عام 1991، ثم أعيد فتحه إبان عمل القوات الدولية لحفظ السلام بسبب الحرب الأهلية في البلاد عام 1992، ثم أغلق عام 1995، عقب خروج تلك القوات، وفي عام 2006 أعادت المحاكم الإسلامية التي سيطرت على البلاد فتحه من جديد، لتسيطر تركيا على إدارته منذ العام 2014.

اقرأ أيضاً: من ليبيا إلى الصومال..خطط أردوغان التوسعية

 

أردوغان يرى في الصومال بوابة تتيح له استغلال الثروات الطبيعية والتوغل في القارة الإفريقية، باعتبارها تمثل موقعاً استراتيجياً مهمّاً على خليج عدن ومدخل البحر الأحمر من جهة والمحيط الهندي من جهة أخرى، كما تمثل نقطة اتصال عالمي بين شعوب عالم المحيط الهندي وأفريقيا الشرقية، وتطل على ممرات مائية ذات أهمية تجارية وعسكرية كبيرة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يراه حاضنة للإرهاب وتنظيم الإخوان، حيث أكد الباحث في شؤون الإسلام السياسي الكاتب المُقيم في باريس عثمان تزغارت، أن هناك مجموعات إرهابية في الصومال تدعمها الدوحة وأنقرة اليوم بشكل مباشر ودون إخفاء، بهدف “أفغنة” الصومال.

 

ومما لا شك فيه، فإن الرئيس التركي يراهن بقوة على إعادة انتخاب الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو خلال الانتخابات المزمع إقامتها في فبراير المقبل، بتقديمه دعمًا قويًا له والوقوف وراءه، في محاول لضمان استمرار توغله هناك، نظرت للعلاقات القوية التي تجمعهما معا.

كتب لموقع Im Arabic هبة بن أحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى