أمريكا

الولايات المتحدة تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها في روسيا


في تحول كبير في السياسة، قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس للمرة الأولى إنها ستسمح للقوات الأوكرانية بالقيام باستهداف محدود بالأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة داخل روسيا.

مرحلة جديدة

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فإن هذه السياسة الجديدة ستسمح للقوات الأوكرانية باستخدام المدفعية وإطلاق الصواريخ قصيرة المدى من قاذفات هيمار ضد مراكز القيادة ومستودعات الأسلحة وغيرها من الأصول على الأراضي الروسية التي تستخدمها القوات الروسية لتنفيذ هجومها على خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، لكن هذه السياسة لا تمنح أوكرانيا الإذن باستخدام صواريخ ATACMS أرض-أرض الأطول مدى داخل روسيا.

يمثل النطاق الجغرافي الضيق جهدًا من جانب إدارة بايدن لمساعدة أوكرانيا على الدفاع بشكل أفضل ضد الهجوم الروسي المستمر مع الحد من خطر تصاعد الصراع في أوكرانيا إلى صراع مباشر بين واشنطن وموسكو.

كواليس القرار الأمريكي

وقال مسؤول أمريكي: “لقد وجه الرئيس فريقه أخيرًا للتأكد من أن أوكرانيا قادرة على استخدام الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة لأغراض مكافحة النيران في منطقة خاركيف حتى تتمكن أوكرانيا من الرد على القوات الروسية التي تهاجمهم أو تستعد لمهاجمتهم”. 

وأضاف: “أن سياستنا فيما يتعلق بحظر استخدام ATACMS أو الضربات بعيدة المدى داخل روسيا لم تتغير.”

بينما قال مسؤولون أمريكيون آخرون إن الأسلحة التي ستسمح الولايات المتحدة للأوكرانيين باستخدامها في منطقة خاركيف تشمل نظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة، أوGMLRS، ونظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة، أو هيمارس، وأنظمة المدفعية.

رفضت الولايات المتحدة منذ بدء الصراع في فبراير 2022 السماح باستخدام أي أسلحة تقدمها الولايات المتحدة لاستهداف القوات داخل روسيا. 

وسُمح لأوكرانيا بضرب أهداف في شبه جزيرة القرم لأنها تقع داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا، وتقول واشنطن إن ضم موسكو لشبه الجزيرة غير قانوني.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد أكد في وقت سابق أن الإدارة منفتحة على تعديل سياستها التي تحظر استخدام الأسلحة الأمريكية لضرب روسيا، لكن التحول الجديد في السياسة لم يأتِ حتى يوم الخميس.

كما قدم الأوكرانيون طلبًا لاستخدام الأسلحة التي زودتهم بها الولايات المتحدة ضد أهداف داخل روسيا في 13 مايو، بينما واصلت موسكو هجومها في شمال شرق أوكرانيا.

ونظرًا لقرب خاركيف من الأراضي الروسية، تمكن الجيش الروسي من إطلاق النار عبر الحدود وهو يعلم أنه لا يمكن ضربه بالأسلحة التي يقدمها الغرب.

وأكدت الصحيفة أنه بعد هذا النداء، وافق مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن، والجنرال سي كيو براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، على تعديل السياسة الأمريكية وتم تقديم توصية رسمية إلى بايدن في 15 مايو.

 اجتمع بايدن في ذلك اليوم مع الجنرال كريستوفر كافولي، القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي، أوستن وسوليفان، وأمرهما بوضع التفاصيل. وفي 17 مايو، أيد بلينكن النهج الجديد في اجتماع مع بايدن وسوليفان عقب رحلته إلى كييف.

قرارات غربية

وأكدت الصحيفة أن التغيير في السياسة الأمريكية، والذي سيمكن أوكرانيا من ضرب أهداف روسية على الحدود الروسية الأوكرانية، جاء بعد أن قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنهما سيرفعان الحظر المفروض على استخدام الأسلحة التي توفرها بلديهما ضد أهداف. في روسيا. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في وقت سابق من هذا الأسبوع إن الدول الغربية بحاجة إلى النظر في رفع هذه القيود.

ومن خلال تزويد أوكرانيا بمرونة جديدة، سعى بعض المسؤولين الغربيين إلى تحديد الظروف التي قد يُسمح فيها لأوكرانيا باستخدام الأسلحة، حيث قال ماكرون، على سبيل المثال، إن الأسلحة التي تقدمها فرنسا قد تُستخدم لضرب مواقع الصواريخ في روسيا التي كانت تستخدم لمهاجمة أوكرانيا.

تحذير روسي

حذرت روسيا مرارًا وتكرارًا الولايات المتحدة ودولًا غربية أخرى من توفير صواريخ بعيدة المدى مثل ATACMS لأوكرانيا، وألمحت إلى الانتقام.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن “التصعيد المستمر يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة”.

لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن روسيا هي التي صعدت القتال من خلال اللجوء إلى كوريا الشمالية للحصول على الصواريخ الباليستية وإلى إيران للحصول على طائرات بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى