الشرق الأوسط

فلسطينيو المخيمات في لبنان.. مأساة مزمنة بإيقاع «المؤقت»


في بداية التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله اللبناني كان مخيم “برج البراجنة” في الضاحية الجنوبية لبيروت في قلب الحدث.

سكان المخيم كانوا من أوائل من نزحوا مع سكان الضاحية الجنوبية، مع اشتداد القصف على الضاحية في سبتمبر/أيلول الماضي

الأحزمة النارية التي أطلقتها المقاتلات الإسرائيلية بدأت في الغالب من أطراف مخيم برج البراجنة، مرورا بمحيط مطعم الساحة على طريق المطار، وصولا إلى حارة حريك، معقل حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية.

واللاجئون الفلسطينيون في لبنان هم في قلب الحرب الحالية التي التحق بها الحزب اللبناني. فيما قال إنه دعم وإسناد جبهة غزة التي تواجه حربا إسرائيلية منذ عام.

وباتت المخيمات الفلسطينية في لبنان، خصوصا في الجنوب، تعاني أوضاعا أمنية وإنسانية صعبة، بفعل الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لقيادات الفصائل الفلسطينية في لبنان. الذين يسكنون تلك المخيمات، فضلا عن اضطرار عشرات آلاف من الفلسطينيين إلى النزوح، بما يحمله من مآلات إنسانية قاسية.

وحسب الموقع الرسمي لوكالة الأونروا فإنها تعمل في 12 مخيما في لبنان، هي:

مخيمات الجنوب

“عين الحلوة” أكبر مخيم فلسطيني في لبنان على الإطلاق. ويقع جنوب مدينة صيدا في جنوب غرب لبنان.

“البص” يقع على مسافة 1,5 كيلومتر إلى الجنوب من مدينة صور في جنوب لبنان.

“الرشيدية” قبالة سواحل لبنان ويقع على بعد 5 كيلومترات من مدينة صور في جنوب لبنان.

“الميه ميه” يبعد 4 كيلومترات إلى الشرق من مدينة صيدا، في جنوب لبنان.

“برج الشمالي” يبعد مسافة 3 كيلومترات إلى الشرق من مدينة صور في جنوب لبنان.

مخيمات الشمال

“نهر البارد” على مسافة 16 كيلومترا من طرابلس بالقرب من الطريق الساحلي في شمال لبنان.

“البداوي” يقع فوق تلة في شمال لبنان على مسافة 5 كيلومترات إلى الشمال من طرابلس.

“ضبية” على بعد 12 كيلومترا شمال بيروت، على تلة تطل على الطريق السريع بين بيروت وطرابلس.

مخيمات قريبة من بيروت وبعلبك في الوسط

“برج البراجنة” في الضاحية الجنوبية لبيروت بالقرب من مطار بيروت الدولي.

“مار إلياس” هو المخيم الأصغر للاجئين في لبنان، ويقع إلى الجنوب الغربي من بيروت.

“الويفل” على بعد 90 كيلومترا إلى الشرق من بيروت، في وادي البقاع بالقرب من مدينة بعلبك، في شرق لبنان.

“شاتيلا” إلى الجنوب من مدينة بيروت.

وتعد مخيمات الجنوب ومخيمات الضاحية الجنوبية لبيروت الأكثر تضررا من الحرب الحالية، بفعل موقعها الجغرافي في قلب دائرة الأهداف الإسرائيلية في لبنان. علما بأنها تضم الغالبية العظمى من سكان المخيمات الفلسطينية.

أزمة إنسانية طاحنة

وأعلنت منظمات دولية وقف أنشطتها بالكامل في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في ضاحية بيروت الجنوبية. كما اضطرت الأونروا إلى غلق عيادتها الصحية وسحب موظفيها من عدة مخيمات في الجنوب، مع صدور أوامر الإخلاء الإسرائيلية لقرى في الجنوب اللبناني.

واشتكى فلسطينيون من سكان المخيمات، عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، من عدم قدرتهم على تأمين احتياجاتهم الطبية من الدواء في ظل إغلاق العيادات التابعة للأونروا. كما طالبوا المنظمة بتحمل كامل تكلفة علاج المصابين من اللاجئين الفلسطينيين.

وقالت الأونروا إنه منذ بداية التصعيد في لبنان، فإن ما يقرب من 241 ألف شخص عبروا الحدود إلى سوريا من خلال نقاط العبور الحدودية الرسمية وغير الرسمية. يتألفون من سوريين ولبنانيين ولاجئين من فلسطين ورعايا دول أخرى.

وأوضحت أن هناك فئتين ممن نزحوا من لاجئي فلسطين، هما: لاجئو فلسطين في لبنان. ولاجئو فلسطين من سوريا الذين فروا إلى لبنان بسبب النزاع في سوريا.

وأشارت إلى وصول نحو 100 عائلة من كلا الفئتين إلى مخيمات لاجئي فلسطين في سوريا خلال الشهر الجاري، بالإضافة إلى 300 عائلة كانت وصلت في أوقات سابقة.

وفي المناقشات التي دارت بين الأونروا وبين لاجئي فلسطين من سوريا الذين نزحوا من لبنان. أشاروا إلى أن لديهم أقارب يحاولون الوصول إلى سوريا، وهو مؤشر على أن العدد سيستمر في الارتفاع بسرعة.

وأفادت بأن العائدين يواجهون صعوبات في الوصول بسبب افتقارهم للإمكانيات المالية للسفر إلى هناك.

وأوضحت أن لاجئي فلسطين في لبنان ولاجئي فلسطين من سوريا. يعدون من بين الأكثر فقرا وتهميشا بسبب نزوحهم المطول والمتعدد ووضعهم القانوني غير المؤكد وآليات الحماية الاجتماعية المحدودة أثناء وجودهم في لبنان. ما جعلهم يعتمدون بشكل كبير على الأونروا لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وشددت على أن “وضع لاجئي فلسطين الذين نزحوا بسبب الأعمال العدائية في لبنان في غاية السوء، حيث وصل العديد منهم مع القليل من الأغراض الشخصية أو دونها”.

وقدرت الأونروا العدد الإجمالي للاجئي فلسطين المسجلين لدى الأونروا في لبنان حتى مارس/آذار من عام 2023 بنحو 489 ألفا و292 شخصا. إضافة إلى 31 ألفا و400 لاجئ فلسطيني من سوريا يقيمون في لبنان.

وأوضحت أنه على الرغم من الدعم الذي تقدمه الأونروا يواجه لاجئو فلسطين تحديات كبيرة في تغطية حصتهم من تكاليف الاستشفاء. إذ لم يعودوا قادرين على تغطية حصصهم في التكلفة، ولا تملك الأونروا الموارد اللازمة لتغطية الاحتياجات الصحية للاجئي فلسطين بشكل كامل.

وفضلا عن هذا الوضع الإنساني المتدهور فإن الوضع الأمني الخطر أصلا بات أكثر خطوة في ظل استهداف إسرائيل شخصيات فلسطينية في تلك المخيمات.

أبرز الفلسطينيين المستهدفين في مخيمات لبنان

وقتل القيادي في حماس فتح شريف أبوالأمين وزوجته. وابناه في قصف شقة في مخيم البص في سبتمبر/أيلول الماضي.

كما شيع قيادات “الجبهة الشعبية” محمد عبدالعال وعماد عودة وعبدالرحمن عبدالعال، الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة الكولا في بيروت. الشهر الماضي، من مخيم البداوي ودفنوا في مخيم نهر البارد.

وقتل القيادي في الجناح العسكري لحركة فتح حسن منير المقدح وعدد من أفراد أسرته. في قصف لمنزل في مخيم عين الحلوة، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

القيادي في حركة حماس سعيد عطا الله علي قُتل وزوجته وابنتاه. في غارة استهدفت شقة في مخيم “البداوي”، الشهر الجاري.

ومع كل غارة يستمر تحليق المسيرات الإسرائيلية قبل الغارة وبعدها، وسط إطلاق نار من اللجان الأمنية الفلسطينية، التي تُشرف على الأوضاع الأمنية داخل المخيمات. لتفريق المحتشدين في تكرار القصف الإسرائيلي، ما يحمل أخطارا أمنية جمة.

وحسب شهود عيان بدأ سكان المخيمات القريبين من المراكز الأمنية للفصائل الفلسطينية داخل تلك المخيمات في إخلاء منازلهم والنزوح منها. خشية استهدافها من قبل الطيران الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى