الشرق الأوسط

إسرائيل تعرض 5 ملايين دولار وممرًا آمنًا لتحرير الرهائن


قالت مصادر مطلعة اليوم الثلاثاء إن إسرائيل عرضت خمسة ملايين دولار للإفراج عن كل رهينة تحتجزه حركة حماس، بالإضافة إلى توفير ممر آمن للخاطفين إلى دولة ثالثة، وضمان تأمين حريتهم.

ويعمل المسؤولون على نشر العرض عبر قنوات مختلفة، على أمل تحفيز أولئك الذين يحتجزون الرهائن في أنفاق حماس بقطاع غزة، بينما يعتقد أن 55 رهينة على الأقل لازالت على قيد الحياة بعد قصف إسرائيلي مكثف ولا يهدأ على ما تقول إسرائيل إنها مخابئ تستخدمها الحركة الفلسطينية.

وبعد مقتل زعيم حماس يحيى السنوار عبرت الولايات المتحدة عن اعتقادها بأن مقتله قد يسهل صفقة تبادل الرهائن من الجانبين ويفضي إلى وقف لإطلاق النار، لكن إلى حد الآن ترفض الحكومة الإسرائيلية وقف النار وسط خلافات بين أجنحتها بين من يدعم التفاوض والتهدئة وبين من يطالب باستمرار الضغط العسكري.

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أيضا أن “الزخم المتجدد” لدفع عملية السلام قد ينشأ بعد الانتخابات الأميركية. وقالت المصادر إن الاتصالات مع الوسطاء مستمرة، في المقام الأول لاستكشاف ما إذا كان من الممكن إقناع حماس بتخفيف مطالبها والتي تشمل حاليا إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة.

وتشير التقارير إلى أن هناك عدة خيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك اتفاق مبدئي محدود على غرار الاقتراح المصري أو اتفاق على مراحل أو اتفاق شامل واحد. ومع ذلك، تواجه جميع الخيارات تحديات كبيرة.

ويتوقع المسؤولون أن تؤثر نتائج الانتخابات الأميركية بشكل كبير على المفاوضات، حيث أفادت تقارير بأن الرئيس جو بايدن عازم على الانتهاء من الصفقة قبل انتهاء ولايته في يناير/كانون الثاني.

وقد تؤثر نتيجة الانتخابات على الوسطاء: مصر وقطر وكذلك على حماس، حيث تسعى جميع الأطراف إلى إظهار استعدادها للتوصل إلى اتفاق وإنهاء الحرب.

“لن يكون هناك اتفاق الآن”

وفي هذا الأسبوع، أبلغ أحد كبار أعضاء فريق التفاوض بشأن صفقة الرهائن عائلات الأسرى بأن إسرائيل وحماس لم تتمكنا من التوصل إلى أي اتفاق أو تسوية لإنهاء الحرب في غزة.

وقال المسؤول في وصفه للحالة الحالية للمفاوضات “هناك من يمكن التحدث معه، لكن لا يوجد شيء يمكن التحدث عنه. هناك تفاهم واضح داخل المؤسسة الدفاعية على أن الرهائن لن يعودوا إلا بعد انتهاء الحرب في غزة وفي الوقت الحالي لا توجد رغبة من جانب الحكومة في إنهاء الحرب”.

وأشارت التقارير الواردة من القدس أمس الاثنين إلى تشاؤم كبير بشأن المفاوضات، فقد أبلغت حماس الوسطاء بأنها ترفض الموافقة على أي اتفاق لا يشمل وقفا كاملا للحرب وانسحابا إسرائيليا كاملا من غزة. ورفضت فعليا المقترحات الخاصة بصفقات أصغر وأكثر محدودية.

وقال مصدر مطلع بحسب موقع ‘واي نت نيوز’ العبري التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت “يجب الاعتراف بالحقيقة: لن يكون هناك اتفاق الآن. لا اتفاق صغيرا ولا كبيرا ولا حتى جزئي”.

وتابع “السؤال الحقيقي هو ما إذا كان الوقت قد حان لإنقاذ الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب في غزة. هذا هو النقاش بالكامل وهذا ما يحدث خلف الكواليس. لن يكون هناك اتفاق دون قرار بإنهاء الحرب في غزة. يجب أن نواجه الحقائق”.

ورغم هذا، فإن الفهم السائد في إسرائيل هو أنه إذا اختار رئيس الوزراء نتنياهو إبرام صفقة مرتبطة بإنهاء الحرب، فمن المرجح أن تنهار حكومته، مما يجعل مثل هذا السيناريو غير مرجح إلى حد كبير.

وهناك تكهنات بأن نتنياهو قد يسعى إلى ربط صفقة كبرى بالتطبيع مع المملكة العربية السعودية، لكن هذا قد يستغرق عدة أشهر حتى يتحقق. وفي غضون ذلك قد لا يبقى الرهائن، الذين هم في خطر دائم، على قيد الحياة لفترة كافية للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

وبينما ينتظر الطرفان نتائج الانتخابات الأميركية وتأثيرها على المفاوضات، دعت الناجية السابقة من الرهائن مايا شام الرئيس الأميركي القادم، سواء كامالا هاريس أو دونالد ترامب، إلى بذل كل ما في وسعه لتأمين إطلاق سراح الرهائن.

وقالت شام في مؤتمر لمكافحة معاداة السامية “جئت إلى هنا لأصرخ للعالم ولأعظم قوة عظمى في العالم، لأطالب أي شخص يتم انتخابه في الولايات المتحدة ببذل كل ما في وسعه لإطلاق سراح الرهائن وليس بعضهم وليس قِلة منهم. هؤلاء هم إخوتنا وأخواتنا الذين يعانون كل يوم وكل ساعة، دون أن يستجيب أحد لصرخاتهم”.

ورحب منتدى الأمل الذي يمثل بعض عائلات الرهائن، بتقديم عرض مالي للإفراج عن الرهائن. وقال “إن قيمة حياة الرهائن تفوق أهمية العدالة الصارمة وخاصة عندما تحمي أرواح المواطنين الإسرائيليين الآخرين. نحن ندعم هذه المبادرة ونريد أن نرى جميع أطفالنا يعودون إلى ديارهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى