الإخوان تاريخ في تطويع الدين لإباحة القتل
لقد كانت الأفكار التي طرحها المؤسس الأول لجماعة الإخوان شبه عسكرية، وهي تدعو إلى ممارسة العنف بكافة أشكاله سواء العنف اللفظي أو العنف السياسي أو حتى العنف الجنائي، وفق ما أكده الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب.
وقال أديب، في تصريحات لصحيفة “الوطن”، إن ممارسة الإخوان للعنف لم يكن تحولا إلى العنف، بل عندما نشأ التنظيم مارس العنف منذ اللحظة الأولى، الأمر الذي تم عبر تأصيل شرعي وفقهي وسياسي وتم ذلك على يد مؤسس التنظيم حسن البنا، مؤكدا أنه تم إنشاء ما سمي بالنظام الخاص على خلفية المؤتمر الخامس الذي عقده المؤسس الأول حسن البنا والذي نادى فيه باستخدام القوة وقال وقتها في كلمات تنسب إليه: “سوف نستخدم القوى حين لا يجدي غيرها”، وهذا يدل على أن أفكار الإخوان وعقيدتهم كانت مسلحة منذ البداية.
الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي أكد أيضا أن الغالبية العظمى من الإخوان وافقت على قرار استخدام العنف أو ما يطلق عليه برد الصائل، ورد الصائل كانوا يعتبرون أنه رؤية شرعية لفكرة استخدام العنف، ولذلك خرج الإخوان واعترفوا بأنهم قاموا بالتأصيل الشرعي لمواجهة السلطة قبل أن تقوم الثورة بستة أشهر وهذا اعتراف من الإخوان بذلك، وترجموا هذا الأمر فيما أطلق عليه رد الصائل، وهذا ما يؤكد على تأصيل التنظيم للأفكار العنيفة.
من جهته، قال إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، إن تنظيم الإجرام الإخواني أباح منذ بدايته القتل واستسهال وإباحة الدماء، فتلك أمور من مكونات العقيدة لديه ومن مكونات المنهج الذي يتربى عليه في الدوائر المغلقة، ومن ضرورات هذه التنظيمات المغلقة، وهي تنظيم أحادي، والتنظيم الأحادي بالضرورة تنظيم إقصائي، والتنظيم الإقصائي بالضرورة تكفيري، والتنظيم التكفيري بالضرورة تنظيم إرهابي يبيح استباحة الدماء، وعلى ذلك يكون تكفيرهم لأحد الأشخاص تكون عقوبته القتل.
وأضاف ربيع أن التنظيم الإرهابي يربي العقيدة والمنهج داخل التنظيم على العنف، وأنهم سوف يستعملونه لكن في الوقت المناسب، الذي تختاره التنظيم، وكان يسمى قبل 2011 بالعنف المؤجل، والأفعال الإرهابية التي كان يستخدمها التنظيم من ناحيتهم ليس استجابة لحدث ما، أو لضغط ما، لكنها أفعال مرتبة من قبل الجماعة حتى تكون لها تأثير على نطاق واسع، على حد وصفهم.
وتنظيم الإخوان الذي تأسس عام 1928، يعتبر أبرز التنظيمات المتشددة التي تتستر وراء الدين، في العصر الحديث، وأكثر تمددا وتوسعا حول العالم، ويعد أول من أسس لفكر إباحة استخدام القوة والسلاح والقتل إن لزم الأمر في سبيل الوصول إلى السلطة.