سياسة

جونسون تحت المجهر: من هم ضحاياه من الزعماء العالميين؟


لم ينس بوريس جونسون ماضيه الصحفي وكيف يجذب عناوين الأخبار، لكنه تجاهل مقولة: الدنيا أقصر من تحَمُل ضغينة، خلال إعداد كتابه للنشر.

وفي ثنايا الكتاب ظهر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جونسون وكأنه يملك خلافات مع خصومه السياسيين وقادة العالم، حتى مع الشعب البريطاني، ومرّ على سيرة أسماء كبيرة في طريقه، لجعل كتابه جذابا، وفق مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.

وصدر كتاب جونسون المعنون باسم “إطلاق العنان” اليوم الخميس، بعد أسابيع من التكهنات والتسريبات حول بعض الأسطر الواردة فيه، خاصة تلك المتعلقة بمرض الملكة الراحلة إليزابيث، في انتهاك للقواعد الملكية.

ولم ينسَ جونسون، الصحفي السابق، كيفية الاستحواذ على العناوين الرئيسية، ويَعد القارئ بالكشف عن تفاصيل السنوات الثلاث المضطربة التي قضاها في رئاسة الحكومة، إضافة إلى صعوده إلى القمة.

نُسخ من كتاب جونسون

وفيما يلي أبرز الأسماء التي هاجمها جونسون أو نشر معلومات سرية عنها “في سبيل جعل كتابه جذابا”.

الملكة إليزابيث الثانية

المعلومات التي يتم تبادلها بين الملك ورئيس الوزراء عادةً ما تكون خاصة، ومثل العديد من الأعراف البريطانية بدا أن جونسون لا يخشى تجاهل ذلك، عندما كشف عن إصابة الملكة الراحلة “بنوع من سرطان العظام” في الفترة التي سبقت وفاتها في سبتمبر/أيلول 2022.

ورسميا، جرى إدراج “الشيخوخة” رسميا كسبب رسمي لوفاة الملكة إليزابيث الثانية، لكن جونسون كان أول سياسي بارز يتحدث علناً عن كيفية وفاتها، والمرض الذي أصابها.

الأمير هاري

سرٌ آخر من أسرار العلاقة بين رئيس الوزراء والعائلة المالكة يتعلق بالأمير هاري، إذ لم يفلح جونسون بجاذبيته في إقناع الأخير بالتخلي عن مشروع الانتقال للولايات المتحدة، مثلما فشل في إقناع حزبه بعدم طرده من رئاسة الوزراء.

ووفق الكتاب، حاول رئيس الوزراء الأسبق إقناع الأمير هاري بالبقاء في المملكة المتحدة بدلاً من الانتقال إلى أمريكا مع زوجته ميغان ماركل، حتى إنهما أجريا “حديثا حماسيا رجوليا”، وهو أمر يعترف جونسون بأنه كان “عملا سخيفا” و”ميؤوسا منه تماما”.

تيريزا ماي

“داونينغ ستريت” هو المقر الرسمي لرؤساء الوزراء في بريطانيا، منذ عام 1735، لكن جونسون كان رئيس الوزراء الأقل مجاملة فيما يتعلق بوضعية المقر الذي تركه سلفه (تيريزا ماي) عليه، ولم يراع أنهما من نفس الحزب (المحافظين).

وفي واحدة من المقابلات العديدة التي أجريت معه في إطار الترويج للكتاب، قال جونسون إن عملية التجديد المكلفة والمثيرة للجدل لمقر الحكم، التي شملت ورق جدران جديدا، كانت ضرورية لأن المبنى “بدا وكأنه وكر للمخدرات”.

هذا الاتهام نفاه بطبيعة الحال غافين بارويل، مدير مكتب تيريزا ماي، الذي قال “لا أعتقد أنه يجب ألا يكون مفاجئا أن بوريس جونسون يقول أحيانا أشياء لا تشبه الحقيقة كثيرا”.

في مكان آخر من الكتاب، يهاجم جونسون رئيسة الوزراء التي عينته في أحد المناصب الكبرى في الدولة (وزير الخارجية)، ويهاجم ”الاعتداد بالنفس الذي تتسم به ماي“. ويكشف عن أنه كان “يركز بشكل خاص على ’فتحات أنفها‘ و”التواء أنفها” أثناء الحديث. 

نُسخ من كتاب جونسون

بنيامين نتنياهو 

كان جونسون حليفا قويا لإسرائيل. لكن كتاب “إطلاق العنان” يتضمن اتهاما مثيرا للاهتمام بأن بنيامين نتنياهو ترك جهاز تنصت في حمامه الشخصي عندما كان وزيرا للخارجية.

ويكتب جونسون نقلا عن فريقه الأمني: “عندما كانوا يقومون بعملية تفتيش دورية بحثا عن أجهزة تنصت، وجدوا جهاز تنصت في صندوق الرعد (مصطلح جونسوني للمرحاض)”، بعد أن طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي استخدامه أثناء لقاء بينهما.

إيمانويل ماكرون

اتهم رئيس الوزراء الأسبق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه كان “مصدر إزعاج إيجابيا”، إثر محاولته “وضع حذائه ذي الكعب الكوبي في بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي”.

والحذاء ذو الكعب الكوبي هو نوع خاص من الأحذية يتميز بكعب يزداد ضيقا ويصبح أرفع نحو الأسفل، ما يعني أن جونسون قصد بهذا التعبير توجيه الاتهام لماكرون بأنه تدخل في شؤون بلاده.

جونسون اعتبر أن ماكرون غضّ الطرف عن عبور المهاجرين غير الشرعيين للقنال الإنجليزي لـ”عقاب بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي”.

الاتحاد الأوروبي بشكل عام

“اجعل أصدقاءك قريبين، ولكن أعداءك أقرب” نصيحة قديمة قرر بوريس جونسون أن يتجاهلها قليلاً عندما فكر في غزو هولندا للاستيلاء على خمسة ملايين جرعة من لقاح أسترازينيكا، لأنه لم يكن يتم تصديره إلى المملكة المتحدة.

ويتذكر جونسون أنه التقى مسؤولين عسكريين اقترح بعضهم استخدام “غطاء الظلام لعبور القناة (بحر الشمال) في (قوارب مطاطية صلبة) ثم الإبحار في القنوات المائية” لتنفيذ الفكرة.

واعترف جونسون بأن العملية برمتها كانت “جنونية”، ثم انتقد الاتحاد الأوروبي لمعاملة بريطانيا بـ”خبث وحقد”. 

باراك أوباما 

أثار جونسون عداءً مع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما خلال حملة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عندما ادعى أن أوباما نقل تمثالاً نصفياً لوينستون تشرشل في البيت الأبيض بسبب “كرهه الموروث” للإمبراطورية البريطانية.

واتهم جونسون أوباما بإغداق “الازدراء” أثناء مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين بريطانيا والولايات المتحدة قبل التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016. 

وقال إن أوباما ضغط على لندن بأن الأخيرة سينتهي بها المطاف في “مؤخرة الصف”، للتوصل إلى اتفاق.

جو بايدن 

من رئيس أمريكي إلى آخر، بدا جونسون سعيدا بتعكير صفو العلاقة الخاصة بين بريطانيا وأمريكا. إذ يقول رئيس الوزراء الأسبق إنه قدم هدية رخيصة -صورة مطبوعة من ويكيبيديا- إلى جو بايدن في قمة مجموعة السبع.

وهذا على النقيض من الهدايا الفاخرة التي أغدقها الأمريكيون على جونسون.

وفي هذا الصدد يقول “أشك في أننا أنفقنا قرشا واحدا عليها”.

الناخبون

بعد أن تحرر جونسون من قيود الفوز بالمناصب العامة. يتساءل جونسون عن سبب “شغف” الناخبين بسياسات الإغلاق التي طبقها بسبب كوفيد-19. ويتهمهم بالاستمتاع بـ”تقييد تصرفاتهم”.

ويشير إلى أن الناخبين أطاعوا القواعد “مثل الدين”. على الرغم من إصراره لاحقا في مقابلة معه على أنه لم يكن يسخر من الناس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى