حزب الدعوة العراقي.. من المعارضة للحكم الشيعي للفشل
رغم المساعي الجاهدة للقضاء على الإرهاب في العراق
المتمثل في تنظيم “داعش” والجماعات المسلحة
لكنه لم يتمكن من التخلص من الإخوان
الذين يرتدون زي الدين للمتاجرة به والتأثير في المواطنين
والمتمثل في حزب الدعوة العراقي
فكيف بدأ هذا الحزب وما هي خطورته على البلاد؟
بعد عدة أعوام من تدشين حسن البنا لتنظيم الإخوان في مصر
انتقل مجموعة من رجال الدين والمتأثرين بالحركة إلى العراق
لتأسيس تنظيم مماثل لأفكار وتنظيم البنا ولكن بوجه شيعي
في عام 1957 بدأت النواة الأولى حزب الدعوة على يد 8 أعضاء
كان محمد باقر الصدر من أهمهم
حيث لعب دورا رئيسيا في لجنة قيادة الحزب
لخلق حالة توازن فكري مع التيارات الجديدة وقتها
وبحث سبل قيام الحكومة الإسلامية متأثرا بصورة إيران وأفكارها
بعد فترة وأزمات عاصفة شهدها الحزب
انتقل إلى تنفيذ عمليات عسكرية خاصة خلال أيام حرب الخليج الأولى
حيث تأسس جناحه العسكري عام 1979 تحت اسم “الجناح الجهادي”
وتلقى تدريبات في لبنان وإيران
وخلال الحرب العراقية الإيرانية قاتل عناصر الحزب في صفوف القوات الإيرانية
خاصة بعد تأسيس معسكر “الشهيد الصدر” في الأهواز
الذي تمكن من تدريب 7000 مقاتل لغرض تنفيذ عمليات داخل العراق
بدأ الحزب بتنفيذ اعتداءات مسلحة
فاقتحم أفراد منه السفارة البريطانية في بغداد عام 1980
قام بعمليات تفجير سينما النصر وسط بغداد عام 1981
وتفجير مبنى وزارة التخطيط العراقية عام 1982
ومبنى الإذاعة والإعلام عام 1983 وغيرها من العمليات الإرهابية
وكانت الاغتيالات في طليعة أهداف اللجنة العسكرية
وصلت إلى الرئيس صدام حسين
وتجاوزته إلى تنفيذ اغتيالات خارج البلاد في لبنان والكويت
اشتعل الصراع بين حزب الدعوة والنظام الحاكم
خلال حكومة البعث الثانية 1968 ـ 2003
وخاصة في 1980 عندما نفذ نظام صدام حسين حكم الإعدام بالأب الروحي للحزب
وواضع منهجه الفكري آية الله محمد باقر الصدر وشقيقته الكاتبة والناشطة الإسلامية بنت الهدى
ليفر كثير من أعضائه إلى الخارج وخاصة لسوريا وإيران
ليعودوا مجددا إلى بغداد بعد إطاحة نظام صدام عام 2003
مستغلين الأوضاع في البلاد ما جعلهم يتحولون من حزب معارض إلى حاكم ومسيطر
وشغلوا رئاسة الحكومات المنتخبة المتعاقبة منذ 2006 حتى 2018
وحكموا ضمن ائتلافات حكومية كان للإسلام السياسي الشيعي فيها حصة كبيرة
منهم إبراهيم الأشيقر “الجعفري” الذي شغل منصب أول رئيس حكومة منتخبة عام 2006
ثم نوري المالكي الذي شغل منصب رئاسة الحكومة يليهم الدكتور حيدر العبادي
وظهر خلال ذلك وجه الحزب الحقيقي
بأن تورط قياداته وكوادره في عمليات فساد كبيرة
ما شوه تاريخ الحزب في الشارع العراقي
كما شهد انشقاقات عديدة بسبب صراعات تنظيمية وعقائدية وسياسية
هذا بالإضافة إلى اتجاهه نحو الطائفية
حيث تمت تصفية الكثير من المواطنين بشكل تعسفي حمل بعداً طائفياً
كما نفذ “نوري المالكي” سياسات طائفية
ومن ذلك قمع الاحتجاجات السلمية التي شهدتها المحافظات السنية في الفترة 2011 – 2013
وهكذا تجاوز الحزب مشروع إقامة الدولة الإسلامية الذي وجد من أجله
واتجه نحو التبعية للولايات المتحدة وإيران
والطائفية والانغماس في الفساد الذي أغرق الحياة السياسية العراقية