“الجبهة العراقية”، كتلة سياسية عراقية جديدة، تضم 35 نائبا وشخصية سُنيّة أنجبها حراك داخلي استمر لأسابيع في أوساط الكتل والأحزاب السُنّية، بهدف معلن هو دراسة تطورات المرحلة الراهنة وحل المشاكل التي تعاني منها المحافظات المحررة والإجراءات التعسفية التي تعصف بها وما يعانيه مواطنوها من إنكار للحقوق وجرائم الإخفاء القسري والسجناء والمعتقلين، لكن يقال إن الهدف الحقيقي هو الإطاحة برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
اقرأ أيضاً: إخواني بتونس يبارك ذبح مدرس في باريس
اقرأ أيضاً: أفعى النظام القطري تبث سمها في قلب الصومال
الجبهة الجديدة اختارت أسامة النجيفي، رئيس مجلس النواب العراقي السابق، رئيسا لها، وهو خريج كلية الهندسة قسم هندسة كهربائية، وابن عائلة تمتلك مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية، وكان جده محمد النجيفي الخالدي، نائبا في البرلمان في العهد الملكي، وكان والده أيضا عضو برلمان في دورات متعاقبة، ولطالما كان هناك خلافات بين عائلة النجيفي والدولة العراقية منذ نشأتها، بسبب توجهاتها في ضم الموصل إلى تركيا، لأنها من أصور تركية، كما أن جده طالب باستفتاء دولي حول ذلك.
ينحدر النجيفي من خلفيات حزبية على صلة بالإخوان المسلمين، ويرتبط مع حزب العدالة والتنمية التركي بمصالح اقتصادية مترسّخة، ويعتبر بمثابة الحارس الأمين للمصالح التركية في محافظة نينوى العراقية، التي تعتبرها أنقرة حتى اليوم منطقة تركية تجب استعادتها يوما ما، كما يتحرك في أوساط شيعية وكردية لحشد الضغوط على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي كي يتغاضى عن الاعتداءات الحدودية التركية السافرة ضد بلاده، بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني، بأوامر من رجب طيب أردوغان، الذي يخشى أن يستجيب الكاظيمي لدعوات تعليق التبادل التجاري مع تركيا، ما يعني خسارة أنقرة نحو 16 مليار دولار سنويا، هي قيمة الصادرات التركية إلى العراق، وهو مطلب داخلي تدعمه أطراف سياسية وتيارات شعبية.
اقرأ أيضاً: «قطر الخيرية» الباب الخلفى لدعم الإخوان ونشر التطرف في فرنسا
اقرأ أيضاً: لولا العثمانيون لهلكت بيروت وأهلها… آخر تراهات الإخوان
أسامة النجيفي، الذي يفتخر بأنه ينحدر من عائلة اقطاعية، ساهم بإدارة فاشلة لمجلس النواب العراقي، كانت ضمن أسلوب التستر على الفاسدين، وإدامة لذلك الشلل الذي أصاب المجلس من قبل النواب، ومن إدارته، فضلاً عن تحيّزه بإدارة الجلسة بشكلٍ طائفي، كما يلعبُ بشكلٍ واضح بمشاعر الناس، ولعلكم تذكرون دعايته الانتخابية في متحدون التي ساعة تكون للإصلاح وساعة للعراق حين يكون لا مفر له الا بالعودة اليه لما عرف الشيفرة الامريكية التي جاءت بلسان دونالد ترامب، ذلك الائتلاف الذي لم ينتبه يوماً لجمهوره من السنّة، حتى تشرّدوا وصاروا نازحين وضحايا إرهاب وإرهابيين.
اقرأ أيضاً: هل باع أردوغان الإخوان لمصر؟.. هلع وخوف لدى الإخوان في تركيا
اقرأ أيضاً: تفاصيل اجتماع مستشار أردوغان ووزير داخليته مع الإخوان
الكتلة السياسية السنية الجديدة التي يرأسها السياسي الذي لا يبتسم، تفتقر إلى رؤية واضحة لحل الأزمات المتراكمة في المحافظات التي يمثلونها، وهي أزمات تعيشها منذ غزو العراق عام تعمقت بشكل أكبر بعد الحرب على تنظيم داعش (2014 إلى 2017)، ولا تبدو منسجمة في داخلها سواء في رؤيتها لأوضاع المحافظات السُنّية أو ارتباطاتها الإقليمية أو علاقاتها مع الكتل السياسية الكردية والشيعية.
اقرأ أيضاً: تهمة إغتصاب جديدة لطارق رمضان حفيد مؤسس تنظيم الإخوان
اقرأ أيضاً: بين مرشدين اثنين.. كيف يتشابه الإخوان وإيران؟
في كل الأحوال فإن عدم الانسجام بين قياداتها الرئيسية، وهشاشة الأسس التي قامت عليها، فإن الجبهة العراقية تحمل في طياتها بذور انفراطها وعدم قدرتها على الصمود والحفاظ على تماسكها للمشاركة في الانتخابات المقبلة في يونيو المقبل، أو تحقيق هدفها الحقيقي بإقالة الحلبوسي الذي يبدو في صدارة المشهد السُنّي ويحظى بقبول جماهيري واسع في محافظة الأنبار، وفي محافظات سُنّية أخرى بدرجة أقل مقارنة بنظرائه من القيادات السُنيّة في المحافظات الأخرى.
كتب لموقع Im Arabic هبة بن أحمد