أسباب اختيار الإمارات أن تكون المهمة لكوكب المريخ
بينما يتطلع العالم إلى اللحظات الحاسمة، التي ستحدد مصير مهمة مسبار الأمل يثور تساؤل: لماذا اختيار أن تكون المهمة لكوكب المريخ؟
الإجابة عن هذا السؤال تتضمن تفاصيل علمية لها علاقة برغبة الإمارات في المساهمة العلمية بقوة في مجال الفضاء، كما أن لها تفاصيل تتعلق بالرغبة أن تكون المساهمة من الباب الواسع والكبير، باختيار مهمة صعبة، وقبل كل ذلك، فإن هذه المهمة ستكون لها تداعيات إيجابية على مستقبل البشرية.
أولاً: مستقبل البشرية
المهمة تهدف إلى مساعدة العلماء على التوصل لفهم أعمق لأسباب تحول كوكب المريخ من كوكب مشابه لوكب الأرض إلى كوكب ذي تضاريس قاسية، وهذا من شأنه أن يساعد في فهم الغلاف الجوي لكوكب المريخ، وسوف يساعدنا ذلك على فهم كوكب الأرض والكواكب الأخرى بشكل أفضل، وبالتالي استقصاء فرص العيش في الفضاء الخارجي وبناء مستوطنات بشرية على الكواكب الأخرى، وهذا بالطبع هدف مهم لمستقبل البشرية.
ثانيا: العلم
هناك كثير من الأسئلة الغامضة حول كوكب المريخ، والتي لم تتمكن المهام العلمية السابقة من الإجابة عليها، ومن ثم فإن اختيار كوكب المريخ هدفا للمهمة الإماراتية، كان من مبرراته هو الإجابة عن هذه الأسئلة عبر التوصل لفهم أعمق للتغيرات المناخية في الكوكب الأحمر، ودراسة تأثير أوضاع الغلاف الجوي على معدلات هروب الأكسجين والهيدروجين والمكونات الرئيسية للماء، ودراسة التغير المناخي كأحد أسباب تآكل الغلاف الجوي لكوكب الأرض، ودراسة حركة الغبار والماء في الغلاف الجوي لكوكب المريخ.
وهذه الأهداف العلمية جاءت ترجمة لتوجيه قيادة دولة الإمارات، بأن تكون المهمة فريدة من نوعها وتهدف لاستكشافات جديدة ومهمة، وأن تنطوي على إسهامات علمية بارزة في مجتمع علوم الفضاء العالمي، وأن تكون لها آثار ملموسة على الإنسانية، وتتضمّن إنشاء برنامج مستدام في دولة الإمارات لاستكشاف الفضاء الخارجي، وأن يساهم العلماء والمهندسون الإماراتيون في تطويرها.
ثالثا: التحدي
وفي حال نجاح المهمة، و استطاع مسبار الأمل دخول مدار المريخ بنجاح في التاسع من فبراير/ شباط الجاري، ستكون الإمارات خامس دولة في تاريخ البشرية تصل إلى الكوكب الأحمر، علماً بأن دولتين فقط استطاعتا الوصول إلى مداره أو سطحه من أول تجربة فضائية لهما في استكشاف الكوكب، وهذا تحد كبير يكسب المهمة أهمية كبيرة.
وفي حال نجاح المهمة، المسبار سيرسل أكثر من 1000 جيجابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، بحيث يتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات من خلال عدة محطات استقبال أرضية منتشرة حول العالم، وسوف يقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرسة وتحليل هذه البيانات التي ستكون متاحة للبشرية لأول مرة، ليتم بعد ذلك مشاركتها مجاناً مع المجتمع العلمي المهتم بعلوم المريخ حول العالم في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية.