سياسة

تعنت فرماجو وانهيار مؤتمر طوسمريب يفاقم أزمة الانتخابات بالصومال


في تعثر يعيد أزمة الانتخابات إلى مربعها الأول، انهارت المفاوضات بين الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو ورؤساء الولايات، وسط تملص الأخير من مسؤوليته، راميا الكرة بملعب الولايات الإقليمية المناهضة لأجندته.

تعنت فرماجو وانهيار المفاوضات التي استضافتها مدينة طوسمريب وسط الصومال، يفتح سيناريوهات المشهد من جديد على أكثر من احتمال، ما يفاقم القلق الدولي، وذلك في وقت تشير فيه جل المؤشرات إلى أن الرجل يناور من أجل التمديد لولايته الرئاسية التي تنتهي بعد يومين.

في مؤتمر صحفي عقد بمدينة طوسمريب، زعم وزير الإعلام، الناطق باسم الحكومة الصومالية، عثمان دبي، أن الرئيس فرماجو ورئيس الوزراء محمد حسين روبلى قدما تنازلات كبيرة لتسوية الأمور، لكن لم يتمكنا من إقناع بعض الولايات بالمضي قدما في مسار عملية الانتخابات، متهما رئيس ولاية جوبلاند أحمد مدوبي بإجهاض المفاوضات.

وأشار دبي إلى أن المؤتمر سلط الضوء، خلال 3 أيام، على لجان الانتخابات الفيدرالية، ولجنة إدارة انتخابات المقاعد البرلمانية من أرض الصومال، إضافة إلى قضية إقليم غدو.

وردا على تلك الاتهامات، قال مدوبي في بمؤتمر صحفي عقده في مدينة طوسمريب، إن فرماجو هو من أجهض المفاوضات، لأنه طلب تقديم تنازلات غير دستورية، رافضا إجراء الولاية انتخابات 16 مقعدا من الانتخابات التشريعية تحت سلطات الولاية بإقليم غدو، مضيفا: لم أكن أتوقع قطعا أن فرماجو سيستخدم لغة عشائرية بدل دبلوماسية رئيس جمهورية.

وتابع مدوبي: يريد أن يتقاسم الولاية إدارة تلك المقاعد النيابية من منطلق حمية قبلية وليست دستورية، في إشارة إلى انتماء الرئيس قبليا لإقليم غدو لكن الأخير يتبع دستوريا ولاية جوبلاند ولا يحق لفرماجو التدخل في شؤونه بما أن نظام الحكم في البلاد فيدرالي.

الأربعاء، انطلق المؤتمر وسط أجواء مشحونة، بمشاركة فرماجو ورئيس الوزراء روبلي، ورؤساء الولايات الإقليمية إضافة إلى عمدة مقديشو.

ويرى مراقبون أن السبب الحقيقي وراء انهيار المفاوضات هو مماطلة وتعنت فرماجو بشأن حلول تتطلب تنازلات في إطار الدستور، وهو الذي وجه دعوة رسمية لرؤساء الولايات تحت ضغوط المجتمع الدولي لعقد المؤتمر.

وبدا من الواضح أن فرماجو لا يرغب في إنجاح المؤتمر لإدراكه أن أي نتائج إيجابية للاجتماعات ستضع نهاية لحكمه، ما يفقده حلم التمديد الذي يراوده منذ أكثر من عام.

ويتوقع محللون أن تلعب دول ومنظمات معنية بالشأن الصومالي، دورا حاسما في إجراء انتخابات توافقية ووضع خارطة طريق، بعد فشل الصوماليين في التوصل إلى صيغة مشتركة، تفاديا لانزلاق الأوضاع الأمنية والسياسية نحو المجهول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى