خامنئي يطالب بمهاجمة المحتجين ويدعو ل”معاقبتهم”
قام المرشد الإيراني علي خامنئي، بتهديد المتظاهرين الذين يواصلون الاحتجاجات للشهر الثالث، مطالباً القضاء بمعاقبتهم.
وصرح خامنئي في خطاب له أمام حشد من أهالي محافظة أصفهان وسط إيران خلال استقبالهم في مكتبه بالعاصمة طهران، في حديثه عن الاحتجاجات: “حجم هذا الشر سوف يتجمع بلا شك وقريباً ستنتهي”.
وتابع خامنئي بعد اتهام المتظاهرين بالخارج “مثيرو الشغب وكل من يقف خلفهم. أحقر من أن يتمكنوا من إلحاق الضرر بالنظام. وسوف نقضي على شرارة الفتنة التي أشعلوها بدون أي شك”.
وفيما وصف المتظاهرون بـ” الحقراء” زعم خامنئي أن “الولايات المتحدة والدول الغربية أرادوا استقدام الناس إلى الساحات ولكنهم فشلوا فأشعلوا هذه الشرارة لإرهاق مسؤولي الدولة والجهاز الأمني، من يقف خلف الكواليس هم أقل شأنا من أن يتمكنوا من إلحاق الضرر بالنظام”.
ومنذ بداية انتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام، دأب علي خامنئي ومسؤولون آخرون في إيران على تهديد الشعب بمزيد من القمع وتحدثوا عن قرب انتهاء الاحتجاجات. رغم كل هذا، فإن الإيرانيين يواصلون الاحتجاجات للشهر الثالث، وخلال هذا الوقت توسعت بشكل غير مسبوق.
وقال في لقاء مع مجموعة من أنصار النظام من أصفهان، إن “مديرو مسرح الشغب يتظاهرون بأنهم من أنصار الأمة. لكنهم كانوا معادين لكل رغبات ومعتقدات ومقدسات البلاج لقد أظهروا عداءهم للإسلام، وأحرقوا المسجد، وأحرقوا القرآن. وعادوا إيران، وأحرقوا علم إيران، ولم يحترموا النشيد الوطني”.
وتثار هذه الاتهامات بينما لا يوجد فيديو أو صورة أو وثيقة احتجاج على قيام أشخاص بحرق المساجد والمصاحف، بينا يثار بالداخل أن القوى الأمنية تقوم بهذه الإجراءات لقلب الرأي العام للطرف التقليدي والديني في المجتمع لتحشيد الناس ضد المتظاهرين، وفق مراقبين.
وصرح خامنئي دون أن يذكر قتل الإيرانيين بمن فيهم أصغر الأطفال: “إن الأعداء الذين لم يتمكنوا من جلب الناس إلى الميدان يفعلون الشر حتى يتعبوا المسؤولين. وهم بالطبع مخطئون لأن هذه الشرور تجعل الناس متعبون، ويكرهونهم أكثر”.
وبينما تم نشر العديد من مقاطع الفيديو للقوى الأمنية التي تلحق الضرر بممتلكات الناس. قال خامنئي: “هذه الحوادث والجرائم والدمار تخلق مشاكل للناس والأعمال، لكن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الشرور وخلفها كثيرون”.
كما اعتبر خامنئي المتظاهرين بـ”القلة”، داعياً إلى عدم مواصلة الاحتجاجات لا سيما بعد الدعوات التي طالبت قطاعات عمالية بالدخول في تلك الاحتجاجات في الأيام المقبلة.
وقال الزعيم الإيراني: “مرتكبو الجريمة أو القتل أو التخريب أو التهديد بإشعال النار في محلات وسيارات التجار والأشخاص. ومن أرغمهم على فعل هذه الأشياء بالإعلانات والدعاية، كل واحد منهم يجب أن يعاقبوا”.
وفي جميع خطاباته منذ بداية الاحتجاجات الشعبية ضده، هدد خامنئي المتظاهرين مرارًا وتكرارًا بمعاملة قاسية.
وبالتزامن مع هذا الخطاب، تم تشييع جنازة الشاب حميد رضا روحي البالغ من العمر 20 عامًا الذي أصيب برصاص رجال الأمن في طهران، وجنازة سجاد قائمي الذي قُتل في احتجاجات شيراز.
وقتلت القوات الأمنية ما لا يقل عن 402 من المتظاهرين خلال موجة الاحتجاجات بينهم ثلاثة أطفال في الأيام الماضية وأكثر من 52 طفلاً منذ بداية الاحتجاجات. لكن في سيناريوهات متكررة يُعزى سبب وفاتهم إلى الهجمات الإرهابية.
وبالأمس، أوضحت زينب مولايي راد، والدة كيان بيرفلك، كيف قتلت القوات النظامية نجلها برصاص حربي خلال تشييع جنازة ابنها البالغ من العمر 9 سنوات في مدينة إيزة التابعة لمحافظة خوزستان جنوب إيران.
وتناول خامنئي في خطابه العديد من القضايا. وقال “أصبحت أوروبا الفقيرة غنية على حساب العديد من الدول الغنية مثل الهند والصين، ولم تكن إيران مستعمرة بشكل مباشر، لكنهم فعلوا كل ما في وسعهم بها”.
كما أشار إلى أن “أفغانستان مثال أمام أعينكم. جاء الأمريكيون وارتكبوا جرائم في أفغانستان لمدة 20 عامًا، وبعد 20 عامًا. جاءت الحكومة نفسها التي جاءوا ضدها للعمل في أفغانستان وسلموها الحكم وغادروا مع الفضيحة”.
وتابع خامنئي: إذا كانت هناك حكومة ترفض المنطق الليبرالي للديمقراطية وتعطي هوية للناس بمنطق حقيقي فهي الجمهورية الإسلامية. زاعماً أن “تقدم الجمهورية الإسلامية لا يطاق بالنسبة للغرب، وكلما كان الصوت الإيراني قوياً، كانت جهود العدو للتغلب على الجمهورية الإسلامية أكبر”.
كما اعترف المرشد الإيراني بأن “إيران تواجه مشكلة اقتصادية كبيرة”، لكن أضاف “سنتمكن من تجاوز هذه المشكلة قريباً”. مبيناً أن “الضغوط الأمريكية على إيران كانت ستكون أقل لو لم نتقدم وإذا كنا على استعداد لقبول تنمرهم”.
كما رأى خامنئي أن هناك قسماً من المتظاهرين مخدوع بالدعاية الغربية. وقال “المخدوع يجب أن يهتدي ولكن المجرمين يجب أن يعاقبوا ولا يحق لأي شخص معاقبة هؤلاء بشكل تعسفي”.
وفي الشهرين الماضيين، عزا مرارًا الاحتجاجات الأخيرة إلى دول أجنبية ولم يعلق أبدًا على أسباب السخط الواسع وشعارات المتظاهرين.
وطالب سياسيون مختلفون، بينهم عدد من أعضاء البرلمان. في رسالة إلى غلام حسين محسني إيجي، في الأسابيع الأخيرة، بـ “الإعدام والانتقام من المتظاهرين”.