المغرب العربي

عودة الاشتباكات في ليبيا يهدد التوافقات السياسية


اشتباكات عنيفة شهدتها محيط مطار طرابلس الدولي بين ميليشيات مختلفة وفق ما أكدته وسائل إعلام ليبية فجر الخميس وسط مخاوف من عودة الاقتتال في المدينة في خضم جهود داخلية وخارجية لتجاوز الجمود السياسي وبعد زيارة أداها رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان التقى خلالها عددا من المسؤولين في مقدمتهم رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة.

وكشف موقع “أخبار ليبيا” أن إطلاق النار وقع في منطقة قصر بن غشير المحيطة بالمطار فيما ذكرت صحيفة المرصد الليبية أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين “الردع” و”اللواء 111″ بقيادة عبدالسلام زوبي في محيط المطار “عقب أقل من 24 ساعة من انطلاق الأعمال التمهيدية لصيانته”.

وتأتي الاشتباكات بعد فترة من الهدوء عرفتها العاصمة طرابلس وبعد أشهر من اشتباكات بين ميليشيات بعضها موال للدبيبة. وأخرى لرئيس الحكومة المدعومة من مجلس النواب فتحي باشاغا الذي تعهد سابقا بدخول المدينة سلميا لكنه ووجه برفض من قبل المجموعات المسلحة الموالية للدبيبة.

وتعتبر الاشتباكات الأخيرة في سياق مناقض لتطور المسار السياسي للخروج من حالة الجمود وذلك في إطار توافقات بين البرلمان بقيادة عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة بقيادة خالد المشري في مصر بهدف إجراء الانتخابات خلال عشرة اشهر والتوافق حول القاعدة الدستورية.

ولا يزل سلاح الميليشيات يمثل اهم تحدي امام التوصل الى حلول في ليبيا تؤدي في النهاية الى توحيد مؤسسات الدولة حيث يعتبر حل تلك الميليشيات وسحب سلاحها من اكبر المعضلات امام الليبيين.

ودعا رئيس لجنة المصالحة الوطنية بمجلس النواب الليبي وعضو لجنة المسار الدستوري، الهادي الصغير أعضاء لجنة المسار الدستوري من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لاستئناف المشاورات المتعلقة بالمسار الدستوري للتسريع في جهود التوصل الى حل سياسي توافقي.

وتلعب الولايات المتحدة كذلك دورا لتقريب وجهات النظر بين شرق وغرب ليبيا من خلال تنشيط دبلوماسيتها عبر لقاء كل من القائم بالأعمال في السفارة الاميركية ليزلي أوردمان، ونائب قائد القوات الجوية الاميركية في إفريقيا الجنرال جون دي لامونتاني بقائد الجيش الوطني الشير خليفة حفتر لتوحيد الجيش الليبي تحت قيادة مدنية منتخبة ديمقراطيا في اطار مسار اعادة توحيد الدولة الليبية.

وجاء اللقاء بعد أسبوع من اجتماع رئيس جهاز المخابرات الاميركي  “سي أي ايه” وليام بيرنز بالدبيبة في طرابلس وحفتر في بنغازي.

وكان المبعوث الاممي عبدالله باتيلي طالب المجتمع الدولي بدعم اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) لـ”التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار” الموقع بين أطراف النزاع العسكري عام 2020 واخراج المرتزقة والقوات الاجنبية.

ويبدو ان هذه التطورات أزعجت تركيا التي تمتلك مصالح كبيرة في ليبيا وتشعر بأن التفاهمات ستقصيها ويمكن ان تهدد ما حققته من أطماع بصعود سلطة جديدة خاصة فيما يتعلق بمذكرات التفاهم المتعلقة بالتنقيب على النفط.

ولا يستبعد مراقبون ان تكون أنقرة حرضت حلفاءها في طرابلس على التصعيد خاصة وان التحركات تأتي بعد يوم من زيارة رئيس المخابرات التركي لطرابلس ولقاء كل من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي والمشري وكذلك الدبيبة.

وكان الدبيبة صعد من خطابه على وقع التقارب بين مجلسسي النواب والأعلى للدولة من خلال رفض ترشح عسكريين سابقين للانتخابات الرئاسية المقبلة في رسالة موجهة لباشاغا الذي يعتبر عسكريا وتولى وزارة الداخلية في حكومة الوفاق السابقة.

واعتبرت التصريحات محاولة من قبل الدبيبة لعرقلة جهود التوصل لحلول بدفع من تركيا قبل ان تندلع اشتباكات بين الميليشيات من المتوقع ان تتصاعد خلال الفترة المقبلة لإجهاض اية تفاهمات لا تكون أنقرة راضية عنها.

وكانت المبعوثة السابقة للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز أكدت انه لا يمكن إحلال السلام في ليبيا مع بقاء القوات الأجنبية ونفوذ بعض القوى الاقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى