سياسة

قطر مستعدة لطرد «حماس» حال عرقلت صفقة الرهائن


أكدت مصادر إسرائيلية، السبت، أن «قطر مستعدة لقبول طلب من الولايات المتحدة بطرد قادة حماس من الدوحة وتتوقع أن يتم ذلك قريبا، حال عرقلت الحركة مفاوضات الرهائن»، بحسب قولها.

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، عن المصادر التي وصفتها بالمطلعة قولها، إن “وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أبلغ الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري، الشهر الماضي، أن الدوحة يجب أن تطرد قادة حماس إذا استمرت الحركة في رفض مقترحات صفقة الرهائن”، وهو ما أكدته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تقرير سابق.

وأشار المصدر إلى أن “طلب الولايات المتحدة من الدوحة طرد قيادة حماس قد يأتي إذا رفضت الحركة العرض الأخير المطروح على الطاولة”.

وأوضح مسؤول إسرائيلي للصحيفة، أنه “من غير المتوقع أن ترفض حماس العرض بشكل كامل، بل ستعود بعرض معدل خاص بها”.

وتابع: “لكن نظرا لأن الصبر مع حماس بدأ ينفد في واشنطن، فإن أي شيء آخر غير الرد الإيجابي على الصفقة المطروحة على الطاولة قد يكون كافيا لدفع الولايات المتحدة إلى مطالبة قطر رسميا بطرد الحركة”، بحسب المصدر.

وفي سياق متصل، نقلت “رويترز” عن مسؤول مطلع، قوله إن “قطر قد تغلق المكتب السياسي لحماس كجزء من مراجعة أوسع لوساطتها بالحرب”.

وأضاف أن “المراجعة الأوسع تشمل النظر في ما إذا كانت قطر ستواصل التوسط في الصراع أم لا”، مشيرا إلى أن “قطر تدرس ما إذا كانت ستسمح لحماس بمواصلة تشغيل المكتب السياسي في الدوحة”.

وأشارت الوكالة إلى أن “قطر قد تغلق المكتب السياسي لحماس كجزء من مراجعة أوسع لوساطتها بالحرب بين إسرائيل والحركة”.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست”، نقلت عن مسؤول أمريكي، رفض كشف هويته لحساسية الأمر، قوله: “إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سلم الرسالة إلى رئيس الوزراء القطري، في أبريل/نيسان الماضي، مما يشير إلى نفاد صبر واشنطن مع تعثر محادثات وقف إطلاق النار بغزة”.

وقال ثلاثة دبلوماسيين مطلعين على الوضع إن “المسؤولين في قطر التي استضافت القيادة السياسية لحماس، بناء على طلب أمريكي منذ عام 2012، توقعوا الطلب منذ أشهر، لكن تلك التوقعات زادت حدة في الأسابيع الأخيرة وسط إحباط متزايد بشأن المأزق المطول بشأن وقف إطلاق النار”.

وقال أحد الدبلوماسيين إن “المسؤولين القطريين نصحوا مسؤولي حماس – بما في ذلك إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة الذي يعيش في الدوحة، بضرورة وضع خطة احتياطية للإقامة إذا احتاجوا إلى المغادرة”.

وذكرت الصحيفة أنه “في حين ترى إدارة بايدن أن التهديد بطرد حماس يمثل ضغطًا محتملاً على الحركة المسؤولة عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن مسؤولين ومحللين إقليميين يحذرون من أن إغلاق المكتب السياسي لحماس في الدوحة من شأنه أن يزيد من تعقيد جهود التواصل مع قادتها واستئناف المفاوضات بشأن الرهائن في المستقبل”.

وكان بلينكن، شكر قطر خلال جولته الأخيرة بالشرق الأوسط على دورها في التوسط في المحادثات مع حماس ووضع المسؤولية بشكل مباشر على الحركة لقبول الاقتراح الإسرائيلي الأخير.

وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن  ,حماس على قبول اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الأخير الذي اقترحته إسرائيل.

وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، في بيان، إن حماس تنظر إلى المفاوضات التي تستضيفها مصر “بروح إيجابية”.

وبعد توقف قصير الأمد للقتال في نوفمبر/تشرين الثاني، والذي تم خلاله تبادل 105 رهائن مقابل 240 سجيناً فلسطينياً محتجزاً في إسرائيل، رفضت حماس إطلاق سراح أي رهائن آخرين ما لم توافق إسرائيل على “وقف شامل لإطلاق النار”.

وتعهدت إسرائيل بأن الحرب في غزة لن تنتهي إلا بعد هزيمة حماس عسكريا.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إن القوات الإسرائيلية ستهاجم آخر معقل للحركة في رفح – سواء باتفاق أو بدونه.

ومع استمرار المفاوضات، أصبح صبر المسؤولين الأمريكيين أكثر نفاداً تجاه حماس، وأصبحت قطر هدفاً بشكل متزايد للسياسيين الأمريكيين، بدءاً من السيناتور الجمهوري توم كوتون (أركنساس) إلى النائب الديمقراطي ستيني هوير (ماريلاند)، الذي قال مؤخراً إن الولايات المتحدة ستضطر إلى إعادة تقييم علاقتها مع قطر إذا لم تمارس “الضغط” على حماس للتوصل إلى اتفاق.

ودعا مشرعون أمريكيون آخرون إدارة بايدن، إلى الضغط على قطر لقطع علاقاتها مع الحركة بالكامل.

وقال مسؤول مطلع على المحادثات إن “ممارسة الضغط على حماس في الدوحة هو ضغط غير فعال، لأن المشكلة هي أن الأشخاص الذين يتخذون القرارات موجودون في غزة وعلى رأسهم يحيى السنوار، وهم لا يهتمون بمكان وجود المكتب السياسي”.

وقال باتريك ثيروس، سفير الولايات المتحدة السابق في قطر، إن “طرد حماس من قطر سيكون بمثابة كابوس للبيت الأبيض، مما سيمنع فعلياً أي محادثات مستقبلية”.

وكان مكتب حماس في قطر مثيرا للجدل منذ أن تم إنشاؤه كجزء من ترتيب تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل.

ولأكثر من عقد من الزمن، أرسلت قطر – بالتنسيق مع إسرائيل – أموالاً إلى غزة للمساعدة في إبقاء الحكومة التي تقودها حماس واقفة على قدميها.

وقال ماجد الأنصاري، مستشار رئيس الوزراء القطري والمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، الأسبوع الماضي في مقابلة نادرة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية: “لم ندخل في علاقة مع حماس لأننا أردنا ذلك، لقد طلبت منا الولايات المتحدة”.

وقال: “يتم استخدام قطر بمثابة (كيس ملاكمة) سياسي لأولئك الذين يتطلعون إما إلى حماية مستقبلهم السياسي أو الحصول على المزيد من الأصوات في الانتخابات المقبلة”، بحسب قوله.

ولا تتواصل إسرائيل والولايات المتحدة والدول الأوروبية بشكل مباشر مع حماس بسبب تصنيف الحركة على أنها إرهابية، مما يجعل قطر وسيطًا حيويًا.

وقال مسؤولون أمريكيون في أحاديث خاصة للصحيفة، إنه “إذا غادرت حماس الدوحة إلى دولة لديها علاقات أسوأ مع واشنطن، مثل تركيا أو لبنان، فإن ذلك قد يجعل حل أزمة غزة أكثر صعوبة”.

وتابعوا: “لكن بعد أشهر من محادثات الرهائن المراوغة وما يعتبره المسؤولون تنازلات إسرائيلية كبيرة، أصبحوا أكثر ارتياحا لفكرة الضغط من أجل الإطاحة بحماس من قطر”.

وكان إغلاق مكتب حماس في سوريا هو الذي سبق انتقال الحركة إلى قطر.

ويبدو أن المفاوضات على وشك الوصول إلى نقطة انعطاف، مع وصول رئيس وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى القاهرة، وهبوط وفد من حماس في وقت لاحق اليوم، بينما ينتظر الجانبان رد حماس على اقتراح صفقة الرهائن الأخير الذي صاغته مصر وقطر وأمريكا.

وألقت الولايات المتحدة باللوم على حماس لرفضها قبول العروض السابقة وتقول إن حماس هي العقبة الوحيدة أمام التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح العشرات من الرهائن الإسرائيليين الأكثر ضعفاً مقابل وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع على الأقل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى