مجتمع

السودان: مراسم زفاف تتحول إلى سرادق عزاء.. التفاصيل

تحولت مراسم زفاف بولاية نهر النيل شمالي السودان إلى سرادق عزاء إثر سقوط العريس قتيلاً برصاصة طائشة أطلقها أحد أصدقائه احتفالا بالزفاف.

وعمت شلالات الحزن المكان وسط بكاء هستيري بعد أن وجد ضيوف حفل الزواج بثيابهم البيضاء أنفسهم في مدافن “مقابر” مدينة الدامر لتشييع جثمان العريس الزاكي محمد الزاكي إلى مثواه الأخير، بينما خصص السرداق ذاته المنصوب للزفاف إلى مكان لتلقي واجب العزاء.

وجرى تشييع الزاكي في جنازة مهيبة شارك فيها آلاف الأشخاص من ذويه وأصدقائه الذين حضروا في الأساس لمشاركته فرحة الزفاف.

وبعد لحظات من الفاجعة رفع نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي شعار “أفراح بلا سلاح” ضمن مبادرة قديمة متجددة تهدف إلى التخلص من عادة ضرب النار في مراسم الزواج.

ودرج السودانيون على ضرب النار في الزفاف منذ زمن بعيد كنوع من مجاملة العريس وإظهار مستوى الفرح الكبير بزفافه حسب اعتقادهم.

ورغم سقوط ضحايا بين الحين والآخر لا تزال هذه العادة مستمرة خاصة في الولايات الإقليمية، وساعد على ذلك الانتشار الكثيف للأسلحة بيد المواطنين.

ويرى رئيس جمعية “صحفيون ضد الجريمة” التطوعية الدكتور طارق عبدالله أن الحل الأمثل لعادة ضرب السلاح في مناسبات الأعراس هو رفع مستوى التوعية للمجتمعات لأن القوانين وما نصت عليه من عقوبات لم تتمكن من إنهاء هذه الممارسات.

ويقول عبدالله لـ”العين الإخبارية”: “القانون السوداني يجرم ضرب السلاح في المناسبات وتشترط الشرطة عدم إطلاق الأعيرة النارية في التصديق لأي حفل زفاف، ولكن الأهالي لا يلتزمون ويعتبرون هذه العادة نوعا من إظهار الفرح وإشهار عقد القران”.

وأضاف: “لكن القانون يعتبر القتل بالرصاص الطائش قتلا خطأ ولا يحاكم مرتكبيه بالقصاص.. فبالتالي تجد هذه العادة مستمرة”.

وكانت مبادرة “أفراح بلا سلاح” أطلقتها مجموعة شبابية في العام 2018 بعد مقتل عريس يدعى نهشل الرشيد في ولاية سنار وسط السودان بغرض منع تكرار مثل هذه الحوادث المتكررة.

ولم تتوقف أضرار ضرب الرصاص في الأفراح عند مقتل عريس أو عروسته، بينما تمتد إلى إصابات وقتل للمشاركين في مراسم الزفاف وقد تكررت في كثير من المناسبات خاصة بالمناطق الطرفية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى