الشرق الأوسط

مساعي الحوثي للسيطرة على شبوة باليمن


أطاحت الأجهزة الأمنية في محافظة شبوة (جنوب شرقي اليمن) بخلية إرهابية مرتبطة بميليشيات الحوثي، نفذت عمليات إرهابية خلال شهر أكتوبر الماضي.

إرهاب الحوثي

وكشف من جانبه مصدر أمني أنّ الخلية الحوثية كانت تُعدّ لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف قيادات رفيعة في محافظة شبوة. من بينها المحافظ عوض بن الوزير العولقي وقيادات من التحالف العربي وقوات دفاع شبوة وألوية العمالقة والقيادات العسكرية والأمنية.

مشيراً إلى أنّ الخلية الحوثية زرعت خلال أكتوبر الماضي عبوتين ناسفتين. الأولى استهدفت طقماً تابعاً للواء المهام في قوات ألوية العمالقة بمدينة عتق. وأسفر انفجارها عن إصابة سائق الطقم وباعة متجولين، إضافةً إلى أضرار مادية في سيارات المواطنين.

وبحسب البيان، فإنّ عناصر الخلية أقروا بتفجير عبوة ناسفة أخرى وضعت على ناصية الطريق بشارع الشهيد قطن. واستهدفت طقماً تابعاً لكتيبة الشهيد قطن كان على متنه مدير أمن سابق بالمحافظة. وأسفرت عن استشهاد نجله وإصابة (3) آخرين. وإلحاق أضرار مادية بمحلات ومنازل المواطنين، في الوقت الذي تمكنت فيه الأجهزة الأمنية من اكتشاف وتفكيك عدد من العبوات الناسفة.

استهداف محافظ شبوة

في السياق ذاته، حاولت الخلية الحوثية استهداف محافظ شبوة عوض بن الوزير العولقي، بُعيد تصديه لتمرد مسلح لقوات موالية لحزب الإصلاح الاخواني. حاولت من خلاله تحويله لانقلاب عسكري. إلا أنّ “قوة دفاع شبوة” و”قوات العمالقة” تدخلتا في عملية عسكرية تُوجت بالسيطرة على الموقف بشكل سريع وقياسي.  وكان رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً معين عبد الملك قد تعهد بعمل كل ما هو ضروري لحماية مصالح اليمنيين والملاحة الدولية ممّا سمّاها “مغامرات إرهابية حوثية”. داعياً إلى تعزيز العمل الاستخباراتي لكشف العناصر والخلايا الإرهابية وإفشال مخططاتها.

تصنيف الحوثي إرهابيةً

دعا مجلس الوزراء اليمني في اجتماع عقده بالعاصمة المؤقتة عدن الأربعاء الماضي شركاء اليمن في مكافحة الإرهاب ودول العالم والمجتمع الدولي إلى تصنيف ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية. وحظر الاتصالات معها، وتجفيف منابع تمويلها.
وفي 21 أكتوبر الماضي، تبنت جماعة الحوثيين ما وصفتها بـ “ضربة تحذيرية بسيطة” لناقلة نفطية في ميناء الضّبة بمحافظة حضرموت شرقي البلاد.

فراغ أمني

من جانبه، قال وضاح بن عطية، عضو الجمعية الوطنية الجنوبية وعضو مشاورات الرياض: إنه من المعروف أن الحوثي سيطر على أجهزة الدولة في صنعاء ومنها جهازا الأمن القومي والأمن السياسي. ولهذا فإن أغلب العمليات الإرهابية التي تستهدف القيادات الميدانية تتم بتخطيط من الحوثية وبتعاون من تنظيم الإخوان في اليمن .

وأضاف أن العمليات الإجرامية تركزت مؤخراً على شبوة بهدف إحداث فراغ أمني. وإثارة الفوضى لتهيئة الأرضية لكي يتمكن الحوثيون من غزو واحتلال شبوة ليكسر ظهر الجنوب. وعبرها يريد التحكم بالنفط والغاز وإعادة التهريب من بحر العرب الذي كان  يتم إبان سيطرة الإخوان على شبوة. مضيفاً أن القوات الجنوبية وعلى رأسها قوات العمالقة وقوات دفاع شبوة تدرك هذا المخطط الخطير. وبمساندة ودعم تعمل بكل قوة لإفشال تلك المخططات الخبيثة التي تهدد السلم الاجتماعي  والأمن في المنطقة وخط الملاحة والطاقة الدولية.

وأوضح المحلل السياسي اليمني، أن القوات الجنوبية تحارب في عدد من الجبهات وتواجه الإرهاب بشقيه الاخواني الداعشي والحوثي الطائفي. وهناك قصور واضح من المجتمع الدولي والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في عدم تقديم الدعم بشقيه العسكري واللوجستي. وكذلك في تساهلهم مع الدول والجهات التي تدعم الحوثي والإخوان. وتنشر الفوضى في الجنوب والمناطق المحررة ولولا القوات الجنوبية لكان خليج عدن وباب المندب وخط الملاحة والطاقة العالمي تحت رحمة الميليشيات .

ومن جانبه، قال صهيب ناصر الحميري ناشط جنوبي: إن استهداف القيادات الرفيعة وهي القيادات التي تدين بالولاء للجنوب والقضية الجنوبية يتم عن طريق الجماعات ذات الطابع الفكري الديني المؤدلج وامتد هذا الفكر لدى هذه القوى للسيطرة على المناطق الجنوبية النفطية ليس فقط على شبوة انطلاقًا من عدن إلى شبوة وحضرموت.

مؤكداً أن هذا الاستهداف لم يكن وليد اليوم بل منذ اتفاق الوحدة بين الجنوب واليمن الشمالي ويتم الاستهداف وتصفية القيادات الجنوبية. ولم يشهد اليمن الشمالي أي استهداف لأي قيادي إلى هذا اليوم ولكن بعد تدعيم القوات الجنوبية بالسلاح وتحصينها. وتدريبها أفشلت أغلب المخططات التي تؤدي إلى استهداف القيادات الرفيعة وإفشال مخططات تنظيم الإخوان والحوثي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى