هل يعود جونسون لحكم بريطانيا؟
في حين يفكر رئيس وزراء بريطانيا السابق بوريس جونسون في عودة سياسية مدهشة. يخطط أعداؤه داخل حزب المحافظين بالفعل لكيفية وقفه.
وكشفت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية أن رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي تمت الإطاحة به قبل ثلاثة شهور بعد استقالات جماعية لوزرائه. يفكر في الترشح في سباق زعامة حزب المحافظين بعد الفترة الكارثية لخليفته ليز تراس، التي قدمت استقالتها بعد 44 يوما في السلطة.
وبروح الدعابة السوداء مزح نواب البرلمان المحافظين على شرفة مجلس العموم الأسبوع الماضي، بأن تراس، التي تسببت ميزانيتها المصغرة في حالة فوضى بالأسواق المالية الشهر الماضي. حققت الكثير خلال الفترة القصيرة التي أمضتها بالمنصب من “دفن الملكة، والجنيه الإسترليني… وحزب المحافظين.”
وهذا الخوف المتنامي من أن يواجه المحافظون الهزيمة في الانتخابات المقبلة، يأمل جونسون على وجه التحديد في الاستفادة منه، إذ أنه هو من قاد الحزب لانتصار كاسح في انتخابات 2019.
ولا تزال مجموعة من نواب البرلمان المحافظين، خاصة في بعض الأجزاء من شمال إنجلترا، ترى أن جونسون هو الأفضل لمساعدتهم في الحفاظ على مقاعدهم في البرلمان.
لكن يخشى العديد من كبار الشخصيات في حزب المحافظين من أن العودة إلى جونسون، الشخصية الخلافية للغاية الآن. قد يؤدي إلى انقسام الحزب بشكل دائم. وتجرى جهود منسقة بالفعل لكبح مساعيه للترشح للسلطة.
وقال نائب برلماني كان مواليا لجونسون في السابق: “سيمزق الحزب نفسه إلى أشلاء تحت (إدارة) جونسون. يقول النواب بالفعل إنهم سينشقون أو يستقيلون”.
وأضاف نائب آخر: “سأوقف جونسون بأي ثمن”.
وتابع: “إذا فاز، سيعني ذلك نهاية حزب المحافظين”. وقال نائب ثالث إنهم عاقدون العزم على التصويت تكتيكيا ضد جونسون، وقد يتركون الحزب للأبد إذا فاز.
وتحدث زعيم حزب المحافظين السابق مايكل هوارد صراحة، مساء الخميس، وحذر من أن عودة جونسون لن تسفر سوى عن مزيد من “الدراما النفسية” للأمة، قائلًا: “جونسون نال فرصته.”
وأي آمال في عودة جونسون تعقدها القواعد الجديدة المطبقة على سباق خلافة تراس.
وبعد اجتماع ظهر الخميس، كشف كبار الشخصيات في حزب المحافظين عن خطة تمثل عقبة أمام رئيس الوزراء السابق؛ حيث يحتاج أي شخص يريد الترشح في السباق إلى دعم ما لا يقل عن 100 نائب بالبرلمان.
وهذا يحدد عتبة مرتفعة غير معتادة لجونسون ليتمكن من الوصول إلى الاقتراع النهائي لأعضاء الحزب البالغ عددهم 180 ألف.
وقالت شخصية كبيرة في حزب المحافظين لـ”بوليتيكو”: “دعونا نرى ما إذا كان سيصل إلى 100 نائب أم لا.. أنه سقف عالي.”
وفي الواقع، وجهت أسئلة إلى جراهام برادي رئيس لجنة 1922 – التي تضع قواعد انتخابات الزعامة – وجيك بيري، الخميس، حول ما إذا كانت القواعد “تمت حياكتها” لإبعاد جونسون.
وأصر برادي فقط على أن عتبة الـ100 صوت هي عتبة “يجب أن يصل إليها أي مرشح جاد لديه أي احتمال حقيقي للنجاح.”
وهناك حتى أقاويل في لندن تفيد بأن كبار الشخصيات في الحزب يضغطون على المنافسين ريشي سوناك وبيني موردونت للتوصل إلى اتفاق، ينسحب بموجبه صاحب عدد الأصوات الأقل من السباق، إذا وصل كلاهما إلى جولة الإعادة، ويؤيد الآخر.
ومن شأن ذلك أن يتوج زعيما جديدا في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، ويجنب الحزب اقتراعا داخليا.
في المقابل، يخشى منتقدو جونسون أنه سيجمع الأصوات من يمين المحافظين ثم يقفز فوق عتبة الـ100 نائب. وحذر نائب محافظ: “لا يمكن إيقافه.”
وإذا كان هناك ثلاثة مرشحين على زعامة الحزب، الإثنين، سيصوت نواب البرلمان المحافظين لتقليص القائمة إلى مرشحين اثنين، ثم سيجرون تصويتا استدلاليا بين المتباريين النهائيين، كطريقة للإثبات للأعضاء أن رئيس الوزراء المحتمل يحظى بالدعم الحزبي البرلماني.
وكان العديد من أعضاء البرلمان بحزب المحافظين أعلنوا دعمهم لجونسون بحلول مساء الخميس. ويدفع حلفاء جونسون بأنه المرشح الوحيد الحاصل على تفويض عام بسبب انتخابات 2019.