سياسة

وسط توتر مع إيران.. أذربيجان تعين أول سفير لها في إسرائيل


في وقت يتصاعد فيه التوتر مع جارتها إيران التي تتقاسم معها حدودا ممتدة صرحت أذربيجان اليوم الأربعاء عن تعيين أول سفير لها لدى إسرائيل.

حيث وقّع الرئيس الأذري إلهام علييف مرسوما رئاسيا يقضي بتعيين مختار محمدوف الذي سبق أن حمل حقيبتي الخارجية والتعليم، سفيرا لباكو لدى الدولة العبرية.

وتأتي هذه الخطوة تتويجا لقانون سنّه برلمان أذربيجان في شهر نوفمبر 2022 يمهّد الطريق لافتتاح سفارة لها في تل أبيب بجوار مقار معظم البعثات الدبلوماسية.

ورحبت الخارجية الإسرائيلية حينها في بيان لها بتلك الخطوة مؤكدة أن “البرلمان الأذري اتخذ قرارا تاريخيا بفتح سفارة في تل أبيب”. مضيفة أنها ستكون أولى السفارات الخاصة بدولة أغلبية سكانها وحكومتها من الشيعة.

وثمّن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لبيد قرار البرلمان الأذري. وقال في بيان صدر أيضا باللغة العربية “تُعتبر أذربيجان شريكة هامة لإسرائيل وبيتا لإحدى الجاليات اليهودية الكبرى في العالم الإسلامي”. 

ولدى إسرائيل سفارة في باكو يعود افتتاحها إلى أوائل تسعينات القرن الماضي. بينما افتتحت أذربيجان مكتبا تجاريا في تل أبيب في عام 2021 وأضافت له مكتبا للسياحة عام 2022.

ومثلت إسرائيل داعما عسكريا أساسيا لأذربيجان في السنوات الأخيرة. واصطفت إلى جانبها في نزاعها مع أرمينيا حول منطقة ناغورني قره باغ.

وتطورت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وأذربيجان المجاورة لإيران إلى تعاون على أصعدة مختلفة، إذ توفّر باكاو حوالي 40 في المئة من واردات النفط للدولة العبرية.

وفي السنوات الأخيرة، تصدّرت إسرائيل قائمة أهمّ موردي الأسلحة لأذربيجان. إذ تجاوزت مبيعاتها 740 مليون دولار (631 مليون يورو)، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (سيبري).

وأشاد كل من علييف ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات حديثة بقوة العلاقات بين بلديهما.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قد اتهم إسرائيل خلال العام الماضي بإقامة وجود عسكري لها وتحالف سري مع أذربيجان، لكن باكو فنّدت تلك المزاعم.

ونظمت إيران مناورة عسكرية على طول حدودها مع أذربيجان عام 2021 وظهر علييف في صور التقطت له مع طائرات مسيرة انتحارية إسرائيلية تُصنّع في أذربيجان في رسالة استفزازية لطهران.

وتأتي الخطوة الأذرية الأخيرة مدفوعة بالتقارب التركي – الإسرائيلي بعد أن أعادت أنقرة وتل أبيب تطبيع علاقاتهما إثر سنوات من القطيعة والتوتر. بينما توازن باكو علاقاتها في معظم الأحيان بناء على نصائح من الشريك التركي الذي اتخذ لنفسه موطئ قدم ثابتة في الجمهورية السوفييتية السابقة بعد تدخله في حرب قره باغ لصالح أذربيجان في مواجهة أرمينيا.

ومن شأن القرار الأذري أن يشعل فتيل الأزمة بين طهران وباكو، في الوقت الذي تتوجس فيه الجمهورية الإسلامية من تعزيز العلاقات الأذرية – الإسرائيلية، خاصة على المستويين العسكري والأمني وترى فيه تقاربا يهدد أمنها القومي ولوّحت في العديد من المناسبات بأنها لن تسمح بوجود تهديد إسرائيلي على حدودها مهما كان شكله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى