مونديال قطر يرسم ملامح تطبيع هادئ بين إسرائيل
قامت إسرائيل بإرسال وفد دبلوماسي إلى قطر قبل ثلاثة أيام من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم لمساعدة رعايا إسرائيليين من جماهير المونديال وفق اتفاق سابق بين تل أبيب والدوحة.
حيث يشمل تسيير رحلات مباشرة من مطار بن غريون إلى العاصمة القطرية، بينما يشكل هذا التطور تطبيعا مؤقتا للعلاقات. حيث سيعمل الوفد الإسرائيلي بالتنسيق مع الجانب القطري.
وقد أكدت الحكومة القطرية مؤخرا حين كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن اتفاق قطري إسرائيلي. لتسيير رحلات مباشرة بين مطاري بن غريون وحمد الدولي لجماهير المونديال الإسرائيليين والفلسطينيين، أن موقف الدوحة من التطبيع واضح وأن الأمر يتعلق فقط بترتيبات ظرفية بسبب المونديال.
لكن أصبح ينظر لهذه الخطوة على أنها منفذ لتواصل دبلوماسي وبالتالي قد يتطور الوضع في مرحلة ما إلى تطبيع رسمي للعلاقات. إلا أن وجود الوفد الإسرائيلي في الدوحة سيشكل معضلة على اعتبار مشاركة وفود من دول معادية لإسرائيل وفي مقدمتها إيران.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرا بأنّ إسرائيل وقطر اتفقتا على فتح مكتب دبلوماسي مؤقت في قطر خلال مباريات كأس العالم. حيث من المتوقع أن يسافر بين عشرة آلاف و20 ألف إسرائيلي لحضور المباريات التي ستقام على مدار شهر.
وسيُسمح لوفود الخارجية الإسرائيلية بتقديم المساعدة القنصلية من العاصمة القطرية لرعاياها القادمين لحضور التصفيات لضمان احترامهم القوانين المحلية وتجنب الاحتكاك بالمشجعين المنافسين.
ورغم السماح بتناول المشروبات الكحولية في بعض المواقع المرتبطة بكأس العالم فقد أصدرت الوزارة بيانا عاما ينصح بتفادي تناول المشروبات الكحولية تماما “لشدة صرامة القواعد القطرية”.
مؤكدة على مواطنيها اتخاذ الحذر خاصة مع حضور”دول لم يعتد الإسرائيليون الاختلاط بأهلها”, حسب وصف المتحدث باسم الوفد الدبلوماسي ألون لافي.
وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم الأسبوع الماضي أن قطر ستسمح باستقبال أولى الرحلات الجوية المباشرة من إسرائيل لنقل المشجعين لنهائيات كأس العالم. مشيرة لإمكانية سفر الفلسطينيين على متنها “في حال امتلاكهم تصاريح سفر من مطار بن غوريون”.
وأعلنت شركة طيران ‘تي.يو.إس’ التابعة لكنافايم هولدنجز الإسرائيلية للسياحة والسفر أنها تتوقع الحصول على الموافقة النهائية من قطر اليوم الخميس لتشغيل رحلات بدون توقف من تل أبيب إلى الدوحة مرتين في الأسبوع. في حين قال رئيس مجلس إدارة الشركة نيمرود بوروفيتس إن الطائرة الأولى ستقلع الأحد قبل انطلاق البطولة وأن معظم التذاكر بيعت بالفعل وبعضها مع برامج فندقية.
وينظر لاستقبال الإسرائيليين في قطر كجزء من التزامات الدوحة تجاه الاتحاد الدولي لكرة القدم لا غير. حيث لا تسمح الإمارة بمنح تأشيرات لجوازات سفر إسرائيلية لكن لظروف كأس العالم سيجري قبول الإسرائيليين دون استخدام جواز سفر. وسيتمكنون من التقدم بطلب للحصول على بطاقة هوية المشجعين عبر الإنترنت بعد شراء التذاكر. وستكون البطاقة بمثابة تأشيرة دخول وتسمح بحجز الرحلات الجوية والإقامة بقطر.
وسبق أن قامت الدوحة بإلغاء اسم “إسرائيل” في صفحة موقع الفيفا الخاص بمونديال 2022 عن خارطة الدول. واستبدالها بعبارة “الأراضي الفلسطينية المحتلة” ما أثار استياء الإعلام العبري الذي اعتبر استضافة الدوحة للمونديال “وصمة عار كبيرة.”
ويوجد تقارب في العلاقات بين إيران وقطر التي تستضيف أيضا قادة لحركة حماس الفلسطينية. وهو ما يشير إلى وضع معقد بالنسبة للإمارة الخليجية الصغيرة والثرية التي أصبحت محطة لتوافد “الأعداء” وما يطرحه من مخاوف أمنية.
وبعد تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين في 2020، رأى إسرائيليون أن قطر يمكن أن تأخذ المسار نفسه إذا ما ابتعدت عن طهران. واستبعدت الدوحة ذلك. وأكدت أن على إسرائيل أولا أن تفسح المجال لإقامة دولة فلسطينية.
وفي تطور آخر على علاقة بحملة الانتقادات التي تعرضت لها قطر وسط دعوات لمقاطعة المونديال على خلفية حقوق الإنسان. رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي محاولات لـ”تسييس الرياضة”.
وجاء ذلك في تصريحات صحفية مصورة أدلى بها ماكرون عند وصوله إلى العاصمة التايلاندية بانكوك للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ “أبيك”، حسبما نقلت شبكة “بي إف إم” الفرنسية.
وقال الرئيس الفرنسي “أعتقد أنه يجب عدم تسييس الرياضة”. واصفا تلك الفكرة بأنها “سيئة” ومشيرا أيضا إلى أن الحدث بات “قائما” وقطر تستضيف البطولة.
وجاءت تصريحات ماكرون بينما تواجه الدوحة حملة معارضة غير رسمية من عدد من الجهات الأوروبية، تدعو إلى مقاطعة الحدث الأكبر في عالم الرياضة. وكان قد أعلن في السابق أنه سيذهب إلى قطر لتشجيع منتخب بلاده، إذا تأهل الفريق للدور نصف النهائي.
ووفق وكالة الأنباء القطرية “تتعرض بطولة كأس العالم لكرة القدم إلى إرهاب فكري وإعلامي وحرب نفسية. بدواع عنصرية من بعض الجهات التي لا يروق لها تحقيق حلم أجيال عربية في تنظيم البطولة على أرض قطر”.
وينطلق مونديال قطر 2022 بمباراة الافتتاح بين منتخبي قطر والإكوادور على ملعب “البيت”. في أول مونديال يقام في الشرق الأوسط والعالم العربي.