بمسيرات.. المغرب يعزز سلاحه الجوي
في عددها الأخير أكدت مجلة ‘الدفاع والأمن الدولي’ أن المغرب اقتنى طائرات مسيرة ذات قدرات قتالية عالية صينية الصنع من طراز ‘وينغ لونغ2 ومسيرات إسرائيلية.
لكنها لم تحدد عددها، فيما يأتي ذلك ضمن سياق تعزيز المملكة لقدراتها الدفاعية في مواجهة تحديات أمنية في منطقة. باتت شديدة الاضطراب مع تنامي نفوذ الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي وأيضا في مواكبة تحديثية لترسانتها العسكرية.
وعلى حسابها بتويتر ذكرت السفارة الفرنسية في الرباط أن فرقاطة مغربية وأخرى فرنسية تشركان في المناورات البحرية ‘شيبيك 2022’ التي تجرى سنويا بشكل دوري، بينما يأتي ذلك في إطار تدريبات على مواجهة طوارئ بحرية.
وتتمتع المسيرات من طراز ‘وينغ لونغ2 بقدرات عالية على المناورة والقتال الهجومي على ارتفاعات منخفضة وتتوافر على ميزات تقنية وقادرة على حمل 12 صاروخا والطيران دون توقف لمدة 20 ساعة بسرعة 370 كيلومتر في الساعة.
وحصول القوات المسلحة الملكية المغربية على مسيرات صينية يعود لصفقة كانت قد أشارت إليها مصادر اسبانية في العام الماضي، وتتعلق بمسيرات من طراز ‘وينغ لونغ 2’ وتدخل في إطار تعزيز المملكة المغربية لقدرات سلاحها الجوي.
وكثف المغرب في السنوات الأخيرة من جهود تعزيز قدراته الدفاعية بينما حذّر مرارا من تنامي التحديات الأمنية ومن ضمنها ما تشهده منطقة الساحل الافريقي من تنامي لنفوذ الجماعات الإرهابية.
وأجرت المملكة عدة مناورات عسكرية بحرية وبرية ومنها مناورات ‘الأسد الإفريقي 2022 في نسختها الثامنة عشر في يونيو الماضي. وهي الأكبر من نوعها في القارة الافريقية مع تدريبات في مناطق متفرقة من البلاد ومنطقة المحبس في الصحراء. أقرب نقطة لمخيمات تندوف في الأراضي الجزائرية، حيث معقل جبهة ‘البوليساريو’ الانفصالية.
وبلغت ميزانية تلك المناورات 36 مليون دولار وشاركت فيها الولايات المتحدة ودول أخرى منها فرنسا والبرازيل وايطاليا وهولندا وبريطانيا وتونس وغانا ودول أخرى و7500 جندي من 18 دولة، بينما حضر ممثلون عن 30 دولة كمراقبين.
وبميزانية قدرها 36 مليون دولار أميركي، تجمع الدورة الثامنة عشرة من مناورات “الأسد الأفريقي” 7500 جندي يمثلون 18 دولة. من أبرزها البرازيل وتشاد وفرنسا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة وتونس وغانا ودول أخرى، في حين ينتظر مشاركة مراقبين عسكريين من نحو ثلاثين دولة من أفريقيا والعالم.
وفي أحدث المناورات، ذكرت السفارة الفرنسية في الرباط أن الفرقاطتين المغربية ‘علال بن عبد الله’ التابعة للقوات البحرية الملكية والفرنسية ‘لوسيركوف’ شاركتا في المناورات البحرية ‘شيبيك 2022’ التي تنظم سنويا بشكل دوري.
وأشارت السفارة على حسابها الرسمي على تويتر إلى أن الفرقاطتين غادرتا ميناء تولوز في 14 نوفمبر/تشرين الثاني باتجاه ساحل وميناء مدينة طنجة المغربية للمشاركة في مناورات تمتد لأسبوع يجري خلالها التمرين على “مواجهة طوارئ بحرية والاستجابة لظروف وحالات الأزمات في البحر”، تتخللها تدريبات على التعامل مع حالات طوارئ وإنقاذ في عرض البحر.
ومناورات ‘شيبيك’ السنوية في نسختها السادسة تتيح بحسب التقرير المغربي، التدريب على الأرصفة وفي عرض البحر إضافة إلى ميادين المراقبة والأمن البحري وتبادل الخبرات والعمل على الحفاظ على قدرات الطرفين والاستجابة المشتركة في حال أي طارئ بحري.
وتأتي المناورات المشتركة بينما تشهد العلاقات الفرنسية المغربية حالة من الفتور على إثر أزمة التأشيرات، فيما يشير إلى أن التوتر بين البلدين لم يؤثر على مستوى التعاون العسكري الثنائي ويبقي الباب مفتوحا لتسوية ‘الأزمة الصامتة’ بالحوار.
ودشن المغرب مرحلة جديدة في إطار خطته الطموحة للالتحاق بنادي البلدان المصنعة للأسلحة مستفيدا من شراكات واسعة مع فاعلين دوليين في هذا المجال. بينما يخطط كذلك لإحداث ثورة في تطوير البنى التحتية حتى تكون ملائمة أكثر لخطة الانتقال النوعي من مستورد للأسلحة إلى منتج لها.
ويتناغم الطموح المغربي مع رغبة أميركية في إعطاء دفعة قوية للتعاون في مجال التصنيع العسكري. بما يجعل الرباط من بين القوى العسكرية الكبرى في المنطقة بما يساعد على مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.
ووافق الكونغرس الأميركي على إدخال بعض التّغييرات في صفقات شراء وتطوير مقاتلات اف 16 المغربية من خلال تزويد هذه الطائرات الحربية. بنظام تبادل المعلومات اللاسلكي الذي من خلاله يمكن تبادل المعلومات الميدانية بشكل آني وآمن بين الطيار والقيادة.
وتواصلُ القوّات الملكية الجوية تطوير ترسانتها الحربية من خلالِ تطوير أسطول طائرات اف16 بإحدى الورش الأميركية أين تتمّ تعزيز قدرات المقاتلة. وتزويدها بأحدث الأنظمة التكنولوجية حتّى تستجيبَ لحاجيات الجيش المغربي وخاصة في ما يتعلق بنظام حرب إلكترونية جديد على الطائرة.
ووقّعت الرباط وواشنطن في أكتوبر 2020 اتفاقا عسكريا صالحا لعقد من الزمن يتضمن خارطة طريق تتعلق بمجال الدفاع العسكري بين البلدين بهدف تعزيز التعاون العسكري ضد التهديدات المشتركة. كما تضمن الاتفاق تعهد واشنطن بمساعدة المغرب على تحديث وتطوير قطاعه العسكري حسب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.