المغرب العربي

هل تكشف فرنسا عن دعمها لمغربية الصحراء في عيد العرش؟


أكد كريستوف لوكورتييه السفير الفرنسي بالمغرب أن بلاده ستثبت أهمّية العلاقات مع المملكة بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش التي تحل الثلاثاء 30 يوليو/تموز، وسط توقعات بأن تعلن باريس عن دعمها الصريح لمغربية الصحراء بتأييد مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة لإنهاء النزاع المفتعل، وهو ما كشفت عنه الجزائر خلال اليومين الماضين بإعلانها أن فرنسا أبلغتها رسميا بالخطوة المنتظرة.

وأثار هذا التطور غضب الجزائر التي شنت هجوما حادا على فرنسا، محذرة الحكومة الفرنسية من “عواقب” القرار المتوقع الذي يأتي تتويجا لمسار إعادة الدفء إلى العلاقات بين الرباط وباريس.

ونقل الدبلوماسي الفرنسي قوله “بمناسبة احتفال الشعب المغربي بعيد العرش ستؤكد باريس التزامها التاريخي تجاه الرباط”، لافتا إلى أن بلاده ستؤكد رغبتها في تجديد العلاقات مع المغرب.

وتعددت خلال الآونة الأخيرة المؤشرات على أن باريس تقترب أكثر من أي وقت مضى من إنهاء ترددها بشأن قضية مغربية الصحراء، فيما أكد عدد من الوزراء الفرنسيين يتقدمهم وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه أن بلاده تدرك جيدا أهمية هذا الملف بالنسبة إلى الرباط، مشددا على “المغرب يجب أن يعول على فرنسا من أجل دعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء”.

وكان سيجورنيه قد وصف العلاقات الفرنسية المغربية بـ”الفريدة” من نوعها، مشددا على أن البلدين يمضيان بثبات على طريق تنفيذ كافة بنود خارطة الطريق التي تهدف إلى تمتين الروابط.

وشكّل إعلان فرنسا مؤخرا اعتزامها الاستثمار في الصحراء المغربية وتحفيز الشراكات الفرنسية على بعث مشاريع في المنطقة أكبر دليل على اتجاهها نحو الانضمام إلى عشرات الدول التي تدعم سيادة المغرب على صحرائه.

وأدى العديد من الوزراء الفرنسيين خلال الأشهر الأخيرة زيارات إلى المغرب توجت بتوقيع اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون في مختلف القطاعات، ضمن مساعي باريس لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الرباط من بوابة شراكة إستراتيجية.

وأفاد موقع “الصحيفة” المغربي نقلا عن مصادره الخاصة بأن الجزائر ضغطت بقوة خلال الأسبوعين الأخيرة لإثناء فرنسا عن اتخاذ قرارها بالاعتراف بمغربية الصحراء، من خلال “التهديد بفسخ عقود شركة “طوطال إنرجيز” الفرنسية التي تشتغل في مجال الطاقة جنوب الجزائر وإلغاء شراكتها مع مجمع “سوناطراك”، بينما باءت جميع محاولاتها بالفشل.

ويرى مراقبون أن القرار الفرنسي المنتظر من شأنه أن يعطي دفعة قوية للحراك الدبلوماسي بشأن قضية الصحراء المغربية، مشيرين إلى أن فرنسا بعد إعلانها عن تأييد مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل ستوزع مذكرة على أعضاء مجلس الأمن عبر ممثلها الدائم تعلن من خلالها الاعتراف بمغربية الصحراء.

وبحسب المصدر نفسه يعدّ القرار الفرنسي ثاني اعتراف قانوني لدولة عضو دائم بمجلس الأمن بعد القرار الأميريكي عام 2020 عندما أيدت واشنطن مغربية الصحراء وخطة الحكم الذاتي لحل النزاع ووزعت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة بمجلس الأمن كيلي كرافت حينها رسالة على جميع أعضاء المجلس أعلنت من خلالها أن “واشنطن تتشرف بتقديم الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى