سياسة

مجلس الشورى القطري: التعديلات الدستورية تعزز دور التعيين على حساب الانتخاب


 

أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الثلاثاء أنه سيطرح للاستفتاء العام تعديلات دستورية تشمل إلغاء انتخاب ثلثَي أعضاء مجلس الشورى، وتكريس نظام تعيينهم جميعا.

ولا يجيز الدستور القطري الساري منذ عام 2005. الأحزاب السياسية لكنه يكرّس مبدأ انتخاب ثلثَي أعضاء مجلس الشورى المؤلف من 45 عضوا، على أن يعين الأمير الثلث. لكن ذلك لم يكن مطبقا.

وجرت العادة أن يعين الأمير جميع الأعضاء، إلى أن نظمت الدولة الخليجية الثرية عام 2021. انتخابات لاختيار 30 عضوا، في خطوة اعتبرها كثر ديموقراطية الحد الأدنى.

وقال الشيخ تميم في كلمة أمام مجلس الشورى نفسه “أبَيتُ أن تبقى ثمة أحكام في الدستور تنتظر التنفيذ… لذا دعوتُ إلى الانتخابات على الرغم من تحفظ العديد من المواطنين المخلصين الذين رأوا أنه كان ثمة منطق معتبر في عدم تطبيق هذه الأحكام”.

وأوضح أن الانتخابات حينها كانت تُعتبر “تجربة”، مضيفا “استخلصنا منها النتائج. التي قادتنا إلى اقتراح التعديلات الدستورية”.

وتابع “مجلس الشورى ليس برلمانا تمثيليا في نظام ديموقراطي. ولن تتأثر مكانته وصلاحيته سواء اختير أعضاؤه بالانتخاب أم التعيين”.

وقال “حرصا منا على أن يشارك جميع المواطنين معا في بناء صرح الوحدة الوطنية وإقرار المواطنة المتساوية… سوف تطرح التعديلات الدستورية للاستفتاء الشعبي وأدعو جميع المواطنين. والمواطنات للمشاركة فيه” ولم يحدد الأمير تاريخ إجراء الاستفتاء.

وأثارت انتخابات 2021 انقسامات وسجالات نادرة في الدولة الخليجية بعد منح حق التصويت والترشح فقط لأحفاد القطريين الذين كانوا مواطنين عام 1930. ما يعني استبعاد بعض أفراد العائلات المجنّسة منذ ذلك العام.

ومن بين الذين استبعدوا من العملية الانتخابية بعض أفراد قبيلة المرّة البارزة. الأمر الذي أثار جدلا في الدولة الصغيرة الغنية بالغاز.

واعتبر الشيخ تميم أن “التنافس بين المرشحين للعضوية في مجلس الشورى جرى داخل العوائل والقبائل وهناك تقديرات مختلفة .بشأن تداعياته على أعرافنا وتقاليدنا ومؤسساتنا الاجتماعية الأهلية وتماسكها”.

وقال المحلل السياسي المقيم في قطر دانييل رايخ لوكالة فرانس برس إن تعيين أعضاء المجلس قد يخفف من “التوترات الاجتماعية”.

وأضاف أنه “من خلال التعيين، يمكن للأمير ضمان تمثيل كافة القبائل الرئيسية. وعدم جعل أي طرف يشعر بالاستبعاد، وبالطبع فإن ذلك أيضا شكل من أشكال سيطرة الأسرة الحاكمة”.

وأوضح رايخ وهو أكاديمي في جامعة جورج تاون في قطر، أنه قد يكون الأمير شعر “بخيبة أمل بعد عدم انتخاب أي امرأة في انتخابات مجلس الشورى عام 2021”. مشيرا إلى أنه اختار اثنتين من بين الأعضاء الـ15 الذين عيّنهم.

وقطر إحدى أصغر الدول العربية (11 ألفاً و437 كيلومترا مربعاً). ويبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة معظمهم أجانب. وتحكمها سلالة آل ثاني منذ منتصف القرن التاسع عشر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى