حصري

الأموال القطرية في خدمة الأردوغانية

كتب لموقع Im Arabic هبة بن أحمد


النظام الحاكم في قطر يبدع في صرف أموال شعبه على الخارج، فتارة يدعم جماعة الإخوان المسلمين ويمول التنظيمات الإرهابية، في الدول العربية وحتى غير العربية، وتارة أخرى تراه يقدم ملايين الدولارات على طبق من ذهب لحليفه العزيز، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اقتصاده الذي صار على حافة الانهيار، بسبب سياساته العدائية والصبيانية.

اقرأ أيضاً: هيئة الإحصاء التركية: عجز الميزان التجاري بلغ 33.04 مليار دولار أمريكي

اقرأ أيضاً: الليرة التركية في القاع من جديد

 

ففي كل مرة يضيق فيها الخناق على أردوغان، يتجه صوب مغارة علي بابا القطرية، ليغرف ما يشاء من الدولارات، تحت بنود اتفاقات أو دونها، إذ تقول التقارير إن الدوحة تضخ بانتظام أموالاً إلى تركيا من خلال الودائع والاستثمارات، ووفقًا لأرقام الحكومة القطرية في عام 2018 على سبيل المثال، بلغ إجمالي الاستثمارات والودائع القطرية في تركيا حوالي 15 مليار دولار، مع تقديرات تشير إلى أن المبلغ أعلى من ذلك.

اقرأ أيضاً: تركيا.. البنك المركزي يرفع سعر الفائدة

اقرأ أيضاً: تراجع الليرة التركية أمام الدولار

 

وبفعل جائحة كورونا، تكبد الاقتصاد التركي خسائر كبيرة زادت من معاناة الليرة التي بلغت أدنى مستوياتها أمام الدولار الأمريكي، بسبب استمرار تدخل الرئيس التركي في السياسة النقدية وبقرارات تؤدي إلى مزيد من الخسائر، هذا إضافة إلى تراجع الصادرات التركية بنحو 18 في المئة تقريباً خلال شهر مارس الماضي مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، في حين أن مؤشر الثقة بين المصنعين الأتراك تراجع بأكبر وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.

اقرأ أيضاً: صندوق الثروة التركي قد يقدم دعما عاجلا للخطوط التركية.. ما علاقة قطر؟

اقرأ أيضاً: أمير قطر يسخر أموال بلاده لخدمة أردوغان

 

وقطاع الطيران نال نصيب الأسد من الخسارة، حيث تكبدت الخطوط التركية خسائر بقيمة 2.33 مليار ليرة، أي ما يعادل 287 مليون دولار، في الربع الثاني حين اتسع نطاق إجراءات العزل العام داخل البلاد وفي الخارج، ما دفع صندوق الثروة التركي لإجراء محادثات لتقديم تمويل طارئ لإنقاذ الشركة، وفق ما نقلت رويترز.

خسائر دفعت أردوغان للهرولة من جديد إلى الخزينة القطرية، حيث قالت مصادر إن خطوة صندوق الثروة التركي تأتي بعد اتصال هاتفي، بين الرئيس التركي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، حيث طلب الأول من الثاني تمويل الخطوط الجوية التركية بـ300 مليون دولار.

اقرأ أيضاً: الحروب الكلامية والتناقضات تفضح أوهام أردوغان باحتلال الجزيرة العربية

اقرأ أيضاً: بعد تصريحاته العدائية.. دعوات لموقف عربي موحد ضد أردوغان

 

ولا يخفى على أحد، وبعيدا عن الاقتصاد، أن النظام القطري يمول التدخل التركي في عدة دول، منها ليبيا، لدعم المليشيات في طرابلس بالمال والسلاح، خدمة للمشروع الإخواني بقيادة الخليفة العثمانلي، إذ لا يستطيع أردوغان المأزوم تحمل العبء المالي بسبب الأزمات المالية المتتالية في البلاد.

 

أموال قطر لن تنقذ أردوغان من أزماته، ولن تجعل منه الخليفة المزعوم ولن يستطيع إحياء الإمبراطورية التي طويت أمجادها في صفحات الماضي.

 

وفي النهاية لا يسعنا سوى قول المثل الشهير “تشبث غريق بغريق” فغرقا معا…

كتب لموقع Im Arabic هبة بن أحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى