قنبلة صافر.. الحكومة اليمنية تتهم الحوثي بعرقلة وصول فريق أممي للمرة الرابعة
تراجعت مليشيا الحوثي الإرهابية، للمرة الرابعة، عن اتفاق يتيح وصول الفريق الفني التابع للأمم المتحدة ومباشرة مهمة تقييم وصيانة الناقلة صافر، المحملة بـ 1.1 مليون برميل من النفط الخام، والراسية قبالة ميناء رأس عيسى المطل على البحر الأحمر منذ أكثر من 5 سنوات.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، عن وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة معمر الإرياني قوله: إن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تواصل المراوغة والتلاعب بملف ناقلة النفط صافر الراسية قبالة ميناء رأس عيسى بمدينة الحديدة، وتضع المزيد من العقبات والعراقيل.
وأضاف الإرياني أن المليشيا تتخذ ناقلة النفط صافر قنبلة موقوتة لابتزاز المجتمع الدولي في سبيل تحقيق مكاسب سياسية ومادية دون اكتراث بالعواقب الخطيرة الناجمة عن تسرب أو غرق أو انفجار الناقلة، والذي يضع اليمن والمنطقة والعالم برمته أمام كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية وشيكة وغير مسبوقة، مؤكدا أن المليشيا تتخذ من الناقلة أداة للضغط والابتزاز والمساومة في مواجهة الحكومة الشرعية والإقليم والعالم، دون أي اكتراث بحياة اليمنيين ومصالح اليمن، ولا العواقب الكارثية التي ستمتد لعقود قادمة متسائلا عما إذا كان المجتمع الدولي يدرك ذلك.
وكانت الحكومة اليمنية قد حذرت في وقت سابق من مخاطر متزايدة إثر تآكل قنبلة صافر النفطية العائمة قبالة البحر الأحمر والواقعة تحت سيطرة الحوثي.
ومن جانبه، قال وزير المياه والبيئة، توفيق الشرجبي، إن تآكل هيكل ناقلة النفط صافر بعد تسرب مياه البحر إلى حجرة محركها في مايو الماضي، وملاحظة بقعة نفطية في سبتمبر أيلول على مسافة 50 كيلو إلى الغرب ثم تحركها من مكانها، تعد تهديدات متزايدة، مرحبا في الوقت نفسه بـاعتماد مجلس الأمن الدولي قرارا يحمل مليشيا الحوثي مسؤولية الكارثة البيئية والاقتصادية التي ستنتج في حال تسرب النفط من الناقلة صافر الراسية قبالة سواحل محافظة الحديدة، وعدم الاستجابة للتحذيرات من العواقب الوخيمة أو السماح لفريق الأمم المتحدة بالوصول إلى الناقلة وإجراء المعالجات اللازمة.
وأكد الشرجبي أهمية معالجة التهديد المتزايد لخزان النفط العائم الذي يحتوي على أكثر من مليون برميل من النفط الخام، ويمكن أن يتسبب في حدوث كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية وخيمة على اليمن ودول المنطقة والملاحة الدولية، مضيفا أن الناقلة في وضع خطير وحرج بسبب التقادم وتوقف الصيانة منذ عام 2015، لافتاً إلى أن زيارة فريق الخبراء الأممي والصيانة لم يعد كافيا لإيقاف الكارثة التي أصبح تفاديها رهنا بتفريغ الخزان العائم من النفط بشكل فوري.
وطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بتغيير أسلوب تعامله مع هذا الملف الذي تستغله المليشيا الحوثية للمساومة وابتزاز المجتمع الدولي، ومواجهة عدم استجابة الحوثي للتحذيرات الدولية من العواقب الوخيمة لمنع فريق الأمم المتحدة من الوصول إلى الناقلة لإجراء المعالجات اللازمة طيلة 6 أعوام، متجاهلة الآثار الكارثية التي قد تنتج عن تسرب النفط أو انفجار الناقلة.
وأكد المسؤول اليمني حرص حكومة بلاده على التعاون الجاد وتسهيل مهام الأمم المتحدة وفريقها لإفراغ الخزان بصورة مستقلة كليا عن طبيعة الصراع في المنطقة باعتبارها تهديدا بيئيا واقتصاديا وإنسانيا سيلحق الجميع تبعات انهياره.
وتتخذ مليشيا الحوثي من خزان صافر النفطي بمثابة قنبلة إيرانية في البحر الأحمر لابتزاز المجتمع الدولي، إذ يعرقلون منذ مارس 2018 وصول فريق للأمم المتحدة بطلب من الحكومة اليمنية لصيانة السفينة المتهالكة والتي تثير مخاوف العالم من حدوث أكبر كارثة بيئية.
و”صافر” التي صُنعت قبل 45 عاماً وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، محمّلة بنحو 1,1 مليون برميل من النفط الخام يقدّر ثمنها بحوالي 40 مليون دولار.
ولم تخضع السفينة لأي صيانة منذ 2015 ما أدّى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها. وفي 27 مايو تسرّبت مياه إلى غرفة محرّك السفينة حتى باتت مهدّدة في أيّ لحظة بالانفجار أو الانشطار، مما سيؤدّي إلى تسرّب حمولتها في مياه البحر الأحمر.