دعوات بإدراج “الحوثي” في قوائم الإرهاب
أكد خبراء يمنيون أن المجتمع الدولي يملك بحوزته أدوات وقوى ضغط، تمكنه من وضع حد لحرب وتهديدات الحوثيين ضد السلام في البلد والإقليم.
وردا على بيان مجلس الأمن والمبعوث الأمريكي لليمن انتقد الخبراء ما سموه بـ”اللغة الناعمة للمجتمع الدولي والتي تظهر ازدواجية تجاه مليشيات الحوثي التي تقوض سلام اليمن والمنطقة”.
وقد أعرب مجلس الأمن الدولي عن شعوره بـ”خيبة أمل” إزاء انقضاء الموعد النهائي لتمديد الهدنة في اليمن لـ6 أشهر، مؤكدا أن “مطالب مليشيات الحوثي المبالغ فيها خلال الأيام الأخيرة من المفاوضات أعاقت جهود الأمم المتحدة لتمديد الهدنة”.
وبعد 3 أيام من انتهاء الهدنة الأممية في اليمن دون تجديدها، شنّ المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندر كينج هجوما على مليشيات الحوثي، مؤكدا أنها تطرح مطالب مستحيلة.
وقال المبعوث الأمريكي، الأربعاء، إنه ينبغي على مليشيات الحوثي إبداء المزيد من المرونة. مؤكدا أن “جميع القنوات لا تزال مفتوحة، وهو أمر مهم في هذا الوقت الحساس بالنسبة لليمن”.
بدوره، قال نائب رئيس المجلس الرئاسي العميد الركن طارق صالح إن “مجلس القيادة منحاز للسلام ومستعد للحرب. وأن كل قضايا النقاش هي بسبب حروب الحوثي وأجندة إيران، ونحن مع كل تجاوز لآثارها”.
وأكد صالح، في تغريدة عبر “تويتر”، أن “استعادة السيادة الوطنية ومؤسسات البلاد الدستورية وتطبيق القانون وحماية حريات وحقوق وثروة الشعب ومنها مرتباته وإطلاق السجناء والأسرى هي قضايانا، بالهدنة أو بدونها”.
لا شرعية للإرهاب
في نفس السياق، انتقد مستشار وزير الإعلام اليمني فهد طالب الشرفي تصوير الأمم المتحدة أنها أنقذت اليمن بـ”الهدنة”. وأنه لا بد من تمديدها وضخمت من خطورة عدم تمديدها قبل انقضاء مدتها.
إلا أنها، وفقا للمسؤول اليمني “لم تمدد بسبب الشروط الحوثية الوقحة والمستفزة والكارثية، ومع ذلك ما زالت الأمور على ما هي عليه”.
وأكد أنه “لا يجوز لأي طرف أو هيئة أي كانت ومهما كانت تمتلك من الشرعية والمشروعية أن توافق على أي إجراء أو ترتيبات تؤدي بأي صيغة من الصيغ لاكتساب مليشيات الحوثي الإرهابية أي صفة من صفات الشرعية”.
ويجد الشرفي أن “أي تنازل يستجلب تحت ذريعة السلام إنما يؤسس لاستدامة الحرب والظلم والصراع، وأنه لا شرعية للإرهاب الحوثي“. مشيرا إلى أن “الرواتب هي لكل موظفي الدولة والحكومة هي المسؤولة دستوريا وقانونيا عنها، لكن مليشيات الحوثي أفشلت ذلك ووضعت العراقيل ورسخت الانقسام النقدي واختلاف العملات”.
تعامل ناعم
من جهته، يرى نائب رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية العميد ثابت حسين صالح أن الحوثيين ما كان لهم أن يتعنتوا ويضربوا عرض الحائط بكل الجهود المبذولة من المجتمع الدولي لولا اللغة الناعمة.
وقال إن مجلس الأمن والدول دائمة العضوية لم يمارسوا ضغطا جادا وحقيقيا على مع مليشيات الحوثي، كي يوافقوا على تمديد الهدنة ويتم تفعيل الآليات المناسبة.
كما أوضح أنه “صحيح أن تعنت مليشيات الحوثي ليس في صالحه ولا صالح الأمن والاستقرار بالمنطقة، إلا أنه يفترض أن يفعل المجتمع الدولي آليات ضغط وهذه اللغة لمجلس الأمن وتصريحات المبعوث الأمريكي لا تكفي وغير مجدية”.
وشدد على أنه “لا بد من اتخاذ قرارات وإجراءات ملزمة وضاغطة، وتهديد باستخدام القوة ضد الطرف الذي لن يجنح للسلام والهدنة”.
ويعتقد صالح أن “المبعوث الأممي لا يزال لديه بصيص من الأمل، في أن يوافق الحوثيون ولو في وقت لاحق على تمديد الهدنة لكن قرار مليشيات الحوثي ليس في أيديهم وإنما في يد إيران”.
ودلل الخبير العسكري الاستراتيجي باللقاء المرئي بين المبعوث وأحد مستشار خامنئي، واعتبره دليلا قاطعاً على أن قرار مليشيات الحوثي في طهران وليس في صنعاء كما يشيع قادة الانقلاب والنهب والإجرام.
الحوثي في مواجهة المجتمع الدولي
في السياق، قال القيادي في التنظيم الناصري مجيب المقطري إن بيان مجلس الأمن وموقف الخارجية الأمريكية يعبر عن الموقف الدولي الرافض لتعنت المليشيات الحوثية لتمديد الهدنة، وقد كان هناك موقف مماثل للاتحاد الأوروبي والصين كذلك.
وأكد المقطري أن “مليشيات الحوثي وضعت نفسها في مواجهة المجتمع الدولي من خلال تبنيها مطالب تعجيزية ورفع سقف تهديداتها إلى مستوى جعل مواجهتها عسكريا هو السبيل الوحيد لإرغامها على الانقياد للسلام”.
وأشار إلى أن “مليشيات الحوثي تطرح اشتراطات مغلفة بشعارات إنسانية لتمديد الهدنة، وكذلك تطلق تهديدات إرهابية باستهداف مصالح نفطية وخطوط الملاحة، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي التعاطي مع هذه المليشيات كجماعة إرهابية تهدد المصالح الدولية في المنطقة”.
ولفت إلى أن “الموقف الدولي المتراخي سابقا شجع المليشيات على إطلاق تهديدات باستهداف شحنات النفط والمصالح الدولية وهو ما يستدعي اتخاذ مواقف وإجراءات رادعة لكسر غطرسة المليشيات وإجبارها على التعاطي مع التحركات الدولية للتوصل إلى سلام بنية صادقة”.
واعتبر المقطري التهديدات الحوثية ورفض المليشيات تمديد الهدنة وإطلاق تهديدات للمصالح الدولية موقفا إرهابيا يتطلب من المجتمع الدولي التعاطي مع مليشيات الحوثي كما حدث مع تنظيم داعش في العراق من خلال تشكيل تحالف لحماية المصالح الدولية في المنطقة من الإرهاب الحوثي.