زعيم مليشيا “حزب الله” والافتراء على الله
كلام حسن نصر الله -زعيم مليشيا “حزب الله” الإرهابي- قبل أيام عن “تكليف الله له” هو حديث يوضح ماهية الحالة المتطرفة، التي وصل إليها.
فهذا الإرهابي يفتري على الله ويعتبر نفسه “الحاكم بأمره”، ضمن أيديولوجية لا تمت إلى الواقع أو الدين بأي صلة.
وعلى هذا الأساس، أقدم محاولات لتفكيك هذا الغرور والسفه، الذي يتملك أمين عام مليشيا “حزب الله” الإرهابي، إضافة إلى جردة حساب سريعة، تبرز ملامح مشروعه التخريبي، وعمل مقاتليه بلبنان وسوريا واليمن، وامتثالهم لأوامره، التي تضر بمصالح لبنان ومستقبله.
أولا: بعد حرب يونيو/تموز الكارثية على لبنان عام 2006 زعم حسن نصر الله أن ما جرى “نصرا إلهيا”، ثم ما لبث أن اعترف رسميا بالصوت والصورة قبل ثلاثة أعوام أنها كانت حربا “عبثية”، وتمنى لو أن مليشياته “لم تخضها”.
ثانيا: لقد سبق الرئيس الأمريكي جورج بوش “الابن” إلى مثل هكذا ادعاءات، حين قال وقتها إنه “مكلّفٌ من الله بغزو العراق”، وحال هذا البلد العربي العريق والشقيق لا تخفى على أحد اليوم بعد الاحتلال الأمريكي، الذي جعله عرضةً للتدخلات والتجاذبات والمليشيات.
ثالثا: عالم شيعيٌ لبناني معروفٌ بمناهضته لـ”حزب الله” قال قبل أيام: “على حد علمنا لا توجد رسالة سماوية جديدة بالقرن الحادي والعشرين حتى يدعي حسن نصر الله أنه مكلف من الله، إلك بدون شك هرطقةٌ تبشر بخرفٍ مبكرٍ لإنسانٍ سيذكره التاريخ اللبناني والعربي بأسوأ الأوصاف لما ارتكبه من جرائم بحق لبنان ودول الجوار”.
رابعا: حسن نصر الله يقول للناس إنه “مكلف من الله”، ويرفض أن يسأله أحد عما يفعل، ويستعمل لفظا عاميا بقوله: “حل عني”، و”الحوثي” الإرهابي في اليمن يفتخر زاعمًا أنه “ابن النبي”، ومن قبله “حوثي آخر” يدعي أنه “قرين القرآن”، كأننا نعود إلى الجاهلية في هذا الزمن وعبر هؤلاء المدّعين من أصحاب أحاديث الكفر.
خامسا: إذا كانت آخر عجائب “نصر الله” هذا الادعاء بـ”التكليف من السماء” حسب زعمه، فالسؤال الكبير له ولمن يمشي على خطاه: “هل الله يرضى بسفككم الدماء وتدميركم لبنان وسوريا واليمن؟
الجواب بسيط: لا طبعًا، فـ”حزب الله” الإرهابي مارس ويمارس كل ما يُغضب الله، ويُزهق أرواح عباد الله، بالحروب ترة أو المخدرات أو حماية الفاسدين في لبنان والتحالف معهم تارة أخرى.
سادسا: إذا أراد العقلاء تبسيط ما قاله “نصر الله” بأنه “مكلّف من الله”، فذلك يعني عدم جواز الاعتراض على قراراته، وبالتالي كل مَن يعترض على “نصر الله” فهو “كافر” بنظر “حسن المُكلف”! أي إن على الجميع طاعته بشكل أعمى، وهنا تكمن المصيبة في فهم شطحات زعيم مليشيا “حزب الله” الإرهابي.
سابعًا: لقد وصل “نصر الله” إلى مرحلة خطرة، امتزج فيها عنده ما هو أرضي بما هو سماوي، وهذه نقطة تتجاوز المنطق، وصدق الذين قالوا في لبنان وخارجه: إن “نصر الله” يعيش في أزمة فكرية، أورثته كثيرًا من الممارسات اللا منطقية في التعاطي حتى مع مؤيديه.
خلاصة ما أود إيصاله للقارئ الكريم أن “التكليف” بمفهومه الديني هو وحي من السماء كما يعرف القاصي والداني، والوحي قد انقطع بوفاة الرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، ومثل هكذا تُرّهات يبوح بها “نصر الله” وأمثاله، هي مجرد استمرارية مقيتة لتسخير الدين والتدين من أجل غايات دنيوية مصلحية ضارة تخدم أجندات الزاعمين لها فقط وبالتبعية من يحركونهم.