أمريكا

انتخابات 2024.. شعبية ترامب “لم تخفت”


حمّلت هيئة المحلفين بمحكمة مدنية في نيويورك، الثلاثاء، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المسؤولية عن الاعتداء الجنسي على الكاتبة والصحفية الأمريكية السابقة جين كارول والتشهير بها بعد ذلك، وأمرته بدفع مبلغ 5 ملايين دولار كتعويض لها.

وبينما يأتي ذلك في ظل جهود ترامب لاستعادة البيت الأبيض، سيتعيّن على الرئيس السابق مواجهة واقع مختلف. أنه يُعرف الآن بـ”مرتكب اعتداء جنسي”، بحسب تحليل نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية.

وكانت هذه بمثابة لحظة حساب لرجل اتهمته عشرات السيدات في السابق بالتجاوزات أو الاعتداءات الجنسية. لكن دون أن يواجه عواقب قانونية. ورأى التحليل أن الحكم كان أليما أيضًا للمرشح الجمهوري الأوفر حظا في سباق البيت الأبيض لعام 2024.

لكن كان الأمر الأكثر غرابة هو مدى عدم تزعزع أمريكا؛ إذ لم تكن هناك جوقة من الديمقراطيين والجمهوريين تطالب ترامب (75 عاما) بالانسحاب من السباق التمهيدي، غير أن إيسا هاتشينسون حاكم ولاية أركنساس السابق ومرشح جمهوري. قال: “يجب التعامل مع حكم هيئة المحلفين بجدية، وهو مثال آخر على سلوك دونالد ترامب الذي لا يمكن الدفاع عنه”.

الأنباء السيئة

وقالت الصحيفة البريطانية إنه لم يكن هناك أي توقعات في وسائل الإعلام بأن ترامب انتهى، قائلة: “مثل حوادث الطرق، والوفيات الناجمة عن الأسلحة إلى حد أقل، أصبحت آلة فضائحه الدائمة شيئا طبيعيا، وأصبحت قدرته الغريبة على الصمود في مواجهة الجدل الذي من شأنه أن يغرق غيره من السياسيين، أمرا مفروغا منه الآن”.

ويوم الإثنين، أشار موقع “أكسيوس” الأمريكي إلى أن “سلاح ترامب الغريب: الأنباء السيئة”.

وبالرغم من مساءلتين ولائحة جنائية، تقدم ترامب على الرئيس الأمريكي جو بايدن في استطلاع أجرته صحيفة “واشنطن بوست” وشبكة “إيه بي سي” الأمريكيتان، بسبع نقاط.

ومما يثير الدهشة أن 18% من المشاركين في الاستطلاع، الذين يعتقدون أنه يجب اعتقال ترامب، ما زالوا يفضلونه على الرئيس الحالي.

في هذا السياق، يبدو من غير المرجح أن يكون لهذا الحكم المدني تأثير على الداعمين الأساسيين لترامب، الذين يعتبرون أن محنته القانونية جزء من جهود منسقة من جانب خصومه لتقويضه.

وقال السيناتور عن ولاية تينيسي بيل هاغرتي عبر قناة “فوكس نيوز”: “لقد كنا نشاهد هذا السيرك القانوني في مانهاتن. هذا فقط أحدث فصل فيه. كان هذا مستمرا منذ أعوام. وكان هو (ترامب) رائعا في قدرته على الصمود في وجه هذا النوع من الهجمات، وكان الرأي العام الأمريكي رائعا في دعمه له”.

وطرح التحليل سؤالا عما إذا كان ذلك سيؤثر على موقف الإنجيليين المسيحيين الذين ساعدوا ترامب على الفوز بالانتخابات في 2016، مجيبا بـ”على الأرجح لا”.

شراء الصمت

وعلل التحليل ذلك بأن فيديو “أكسس هوليوود” وقضية ستورمي دانيالز المتعلقة بشراء الصمت لم تؤثرا فيهم على الأغلب، لكنهم أكثر عرضة للانفصال عن ترامب بسبب عدم استعداده لأن يكون متطرفا بشأن الإجهاض مثل بعض منافسيه.

وكتب المحلل السياسي كورنيل بيشلر، على موقع “تويتر”: “للأسف لن يكون لحكم الاعتداء الجنسي تأثير سلبي على سباق ترامب التمهيدي للحزب الجمهوري، ومع ذلك في الانتخابات العامة، من المرجح أن تصبح الفجوة بين الجنسين في 2024 أوسع وأعمق بكثير بالنسبة للحزب الجمهوري، لا سيما في الضواحي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى