سياسة

«أفقر رئيس بالعالم» يستسلم للسرطان.. ورسالة وداع مؤثرة


من الطبيعي أن يقارن الناس أنماط الحياة بين الساسة ومواطنيهم، لكن نظرة واحدة على “أفقر رئيس بالعالم” قد تثير فضولك أكثر.

الرئيس الأوروغواياني الأسبق خوسيه موخيكا (90 عاما). المصاب بسرطان المرئ، أعلن في مقابلة صحفية، أن المرض انتشر الآن إلى كبده، وقال إنه “يموت”.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأوروغوايانية “بوسكيدا”. قال :”السرطان في المريء يستعمر الكبد. لا أستطيع إيقافه بأي شيء. لأنني شخص مسن ولدي مرضان مزمنان”.

وأضاف في المقابلة التي طالعتها  وسائل إعلام محلية وأمريكية: “لا أستطيع الخضوع للعلاج الكيميائي أو الجراحة؛ لأن جسدي لا يستطيع التعامل معها”.

كذلك، أكدت راكيل بانوني، الطبيبة الشخصية للرئيس السابق، أمس الخميس. أن السرطان الذي عانى منه موخيكا تطور إلى ورم خبيث انتشر إلى الكبد.

وأوضحت أنه بسبب تقدمه في السن وإصابته بأمراض أخرى مثل التهاب الأوعية الدموية. وأمراض الكلى الشديدة، كانت خيارات العلاج محدودة منذ البداية.

وأمام وضعه هذا، قرر الرجل الذي كان رئيسا لأوروغواي بين عامي 2010 و2015. أنه لن يجري أي مقابلات أخرى.

وتابع: “بصراحة أنا أموت والمحارب له الحق في الراحة”.

الرئيس الأوروغواياني الأسبق خوسيه موخيكا

الوصية والوداع

وأوصى موخيكا في المقابلة أن يتم دفنه في قطعة الأرض الصغيرة .التي عاش فيها لعقود من الزمن، حتى عندما كان رئيسا لأوروغواي.

واغتنم الفرصة ليقول وداعا لرفاقه ومواطنيه. وقال إن الشيء الوحيد الذي يأمله في هذه المرحلة النهائية هو أن يكرس نفسه لمزرعته التي تقع على مشارف العاصمة مونتيفيديو.

وأضاف “ما أريده هو أن أقول وداعا لمواطني بلدي. من السهل أن نحترم أولئك الذين يفكرون مثلنا. لكن يتعين علينا أن نتعلم أن أساس الديمقراطية هو احترام أولئك الذين يفكرون بشكل مختلف”.

واستطرد: “الحياة مغامرة جميلة ومعجزة. نحن نركز على الثروة وليس على السعادة. نحن نركز فقط على القيام بالأشياء، وقبل أن تدرك ذلك، تكون الحياة قد تجاوزتك”.

وبحسب وكالة الأنباء الإسبانية “إفي”، ستعقد الطبيبة الشخصية لموخيكا. راكيل بانوني، مؤتمرا صحفيا تقدم فيه المزيد من التفاصيل حول صحة الرئيس السابق.

الرئيس الأوروغواياني الأسبق خوسيه موخيكا

المرض «اللعين»

في 29 أبريل/نيسان 2024، أعلن رئيس أوروغواي الأسبق، في مؤتمر صحفي. أنه يعاني من ورم خبيث في المريء، ويجب معالجته بالعلاج الإشعاعي.

في 27 ديسمبر/كانون الأول، خضع الرئيس السابق لعملية جراحية تم خلالها تركيب دعامة في المريء بنجاح.

وفي الأشهر الأخيرة، أصبحت الظهورات العامة لموخيكا قليلة ومتباعدة، وكانت تبدو وكأنها وداع.

وفي أغسطس/آب، ظهر في تجمع جماهيري بعد دخوله المستشفى. وقال حينها: “أنا من جيل يرحل، لكن النضال مستمر”.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ظهر بشكل مفاجئ في الحملة الختامية لحزبه.

من هو خوسيه موخيكا؟

كان موخيكا رئيسا لأوروغواي من عام 2010 إلى عام 2015. وبعد ذلك انتُخب لعضوية برلمان البلاد.

وفي أغسطس 2018، كتب بيانا يعلن فيه استقالته من سلطاته. على الرغم من أن ولايته لم تكن لتنتهي قبل عام 2020. وفسّر الرئيس السابق ذلك بقوله إنه “متعب بعد رحلة طويلة”.

وتقول تقارير إعلامية محلية، إن موخيكا، بصفته رئيسا. رفض العيش في القصر الرئاسي وحافظ على نمط حياة متواضع، حيث عاش في منزله الخاص.

كما تبرع بمعظم راتبه للأعمال الخيرية. وفي وقت توليه منصبه. لم يكن يمتلك سوى سيارة فولكسفاغن بيتل موديل 1987، ولذلك أُطلق عليه لقب “أفقر رئيس في العالم”.

الرئيس الأوروغواياني الأسبق خوسيه موخيكا

ففي تقرير سابق نشرته “بي بي سي” البريطانية، عام 2012، حول حياة الرئيس السابق. قالت فيه إن المياه تأتي للمنزل من بئر في ساحة مليئة بالأعشاب. ولا يراقب المكان سوى اثنين من ضباط الشرطة ومانويلا، وهي كلبة ذات ثلاث أرجل.

وجاء في التقرير أن “الرئيس وزوجته يقومان بزراعة الأرض بأنفسهما”.

وظل في السياسة بعد رئاسته، واستقال من مجلس الشيوخ في عام 2020 في أثناء جائحة فيروس كورونا.

الرئيس الأوروغواياني الأسبق خوسيه موخيكا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى